تتباين الجامعات في الدول العربية بشأن درجة اعتمادها على التقنيات الحديثة ومواكبة التطور الحاصل عالميا" في مجال التعليم العالي، سواء في مجال التدريس (المحاضرات والاختبارات) أو في انجاز متطلبات الشؤون الإدارية (التسجيل والمخاطبات وإدارة الاجتماعات.. الخ)، فضلا" عن الطرائق المعتمدة في تنفيذ المنجزات والنشاطات العلمية (البحوث والندوات والمؤتمرات العلمية) ويعد هذا الأمر طبيعيا" إلى حد ما.. بسبب الإمكانات المتاحة لكل منها وعمق تواريخ تأسيسها والجهود المؤسساتية التي تتبناها الحكومات والقيادات المسؤو

لا توجد دولة في العالم تستطيع أن تعيش في عزلة عن غيرها، فلقد أصبح الاعتماد المتبادل عرفاً متبادلاً مدعوماً بكافة صور التقدم التكنولوجي وظهور شبكة الانترنت، والفضائيات، العصر الذي كان يعيش فيه الناس ببلادهم في معزل عن العالم قد ولى. ولأن الحكومات القومية تعترف بهذا الاعتماد المتبادل الذي بات ضرورة لدى الأمم كافة، فقد بدأت النظم التعليمية القومية حول العالم في العناية الفائقة بالتربية الدولية سواء في تقرير أهداف رسالة التعليم بها أو في المناهج الدراسية أو في نظم القياس والتقويم. وتمثل المدارس ال

إن قدرة أي مجتمع على إدارة مؤسساته وتحسين أدائها ليس بالتركيز على فعالية هذه المؤسسات وكفاءتها فقط، وإنما بالتركيز على عدالتها وابتكارها أيضًا، ومدى مناسبة برامجها وخدماتها لتوقعات المستفيدين منها وطموحاتهم الواقعية لهذه البرامج والخدمات. ومؤسسات التعليم العالي مثلها كأي مؤسسة تنظيمية، ليست إلا انعكاس للسياق الاجتماعي والاقتصادي العام السائد في المجتمعات، وليس مستغربًا أن تعاني من مشكلات وتواجه تحديات وتهديدات كبيرة نشأت عن المتغيرات التي أوجدت نظامًا عالميًا يتخذ العلم والتطور التكنولوجي أساسًا