الشباب والقيادة في منظمات العمل العربية: أسس البناء والإعداد وآليات المشاركة الفعالة

ملخص الكتاب:

إن الحديث عن بناء وإعداد (القيادات من العناصر الشابة) في منظمات العمل العربية؛ إنما هو حديث عن أعلى وأهم درجات الاستثمار، والتي تتخطي في أهميتها وعائدها، أهمية الاستثمار في موارد المنظمة البشرية بصفة عامة، حيث إن الاهتمام ببناء وإعداد القيادات الشابة، يُعد استثمارًا في المستقبل، خاصةً وأن واقع الأعمال اليوم لم يعد كما كان قائمًا على إدارة أمور المنظمة الحالية فقط؛ وإنما أصبح السعي نحو المستقبل جزءًا لا يتجزأ من الإدارة الحديثة للمنظمات.

وعليه، لم يعد دور الإدارات العليا بمنظماتنا العربية قاصرًا على بقاء المنظمة وإدارة أمورها الآنية فقط، بل العمل على استمرارية المنظمة من خلال استشراف المستقبل، والعمل على الوفاء بمتطلباته، وأولها وأهمها إعداد وبناء (قيادات شابة) مؤهلة وقادرة على قيادتها في المستقبل.

من هذا المنطلق، فإن رحلة بناء وإعداد عناصر شابة تمتلك المهارات القيادية الحديثة، هي رحلة صعبة تتناسب مع أهمية العائد منها، تبدأ بضرورة التعرف بدقة على أسباب القصور في تبنى سياسات واستراتيجيات بناء وإعداد القادة، والعمل على تجنبها، ثم الأخذ بأسس البناء والإعداد، وذلك إيمانًا بأهمية هذا الاستثمار، وفوائده للمنظمة والمجتمع ككل، لتستمر الرحلة بعد ذلك باتخاذ التدابير والآليات اللازمة لتحقيق الأهداف المرجوة، من خلال المشاركة الفعالة للقيادات الشابة في التخطيط لمستقبل المنظمة، ووضع خطط العمل اللازمة لذلك.

إن مشكلة الكتاب الأساسية لا تتمثل فقط في البحث عن، وتقديم كافة الأسس والتدابير والآليات اللازمة لنجاح استراتيجية المنظمة الخاصة ببناء وإعداد القيادات الشابة؛ وإنما في إقناع المنظمات العربية ـــــــ من الأساس ـــــ بضرورة تبنى سياسات البناء والإعداد، إيمانًا منها بقيمة العناصر المؤهلة من شبابها، وأهمية تلك العناصر في قيادتها حاليًا ومستقبلاً.

وتتضح أهمية هذا الكتاب الذي يسعى المؤلف من خلاله إلى إنارة الطريق أمام المنظمات العربية العامة والخاصة، والتي ترغب في تكوين ذخيرة من قيادات شابة على درجة عالية من الكفاءة والمقدرة، من كونه بمثابة دليل عمل، وخارطة طريق تتيح للمنظمات السير السليم نحو بناء وإعداد القيادات الشابة المؤهلة، لقيادتها في أي وقت، لتكون على استعداد تام لما يتطلبه المستقبل، وما يفرضه من تحديات لا تعرف الصبر حتى يتم الاستعداد لها، فالمنافسة في عالم الأعمال اليوم تحتاج إلى منظمات مستعدة لها تمام الاستعداد، خاصةً وأن مجتمعاتنا العربية في حاجة ماسة إلى الاستفادة من قوتها البشرية، والمتمثلة في شبابها الواعي والمدرك لما حوله من تطورات ومستجدات على كافة ساحات العمل المختلفة.

لذلك يهدف هذا الكتاب إلى توجيه نظر المنظمات نحو القصور في الاهتمام بتأهيل الشباب لتولي القيادة في المستقبل، وآثار ذلك القصور على قوتها وقدرتها على البقاء والمنافسة، مع عدم الاقتصار على تقديم أسس ومقومات إعداد القيادات الشابة، بل أيضًا الإجراءات المكملة واللازمة لتفعيل هذه الأسس والمقومات، حتى تؤتى بثمارها المرجوة، مثل الدقة في اختيار العناصر الشابة المؤهلة لتولي القيادة مستقبلاً، التقييم الدقيق للأداء، العمل على تحقيق العدالة التنظيمية، وإعادة النظر في نظم الترقي والأجور… الخ.  كما قدم الكتاب الآليات اللازمة لمشاركة القيادات الشابة في التخطيط الاستراتيجي، ووضع الخطط المستقبلية للمنظمة.

أحمد جابر حسنين علي

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on email

أحدث​ المقالات

الشلل الرقمي وتأثيره عالمياً

أصبحت التكنولوجيا الرقمية وما يرتبط بها من وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية والمواقع الإلكترونية جزءاً هاماً من حياتنا اليومية ولا يمكن الاستغناء عنها، فجميعنا يتفقد

تفاصيل »

الذكاء الاصطناعي.. ثورة أم تهديد؟

يُعدُّ الذَّكاءُ الاصطناعيُّ، أداةً ثوريَّةً ستُحدِثُ تحوُّلًا هائلًا في كافَّةِ المجالاتِ، خاصَّةً الصناعةَ، فخلالِ السنواتِ القليلةِ المقبلةِ سيتغيَّرُ القطاعُ الصناعيُّ بشكلٍ جذريٍّ، وستحلُّ الربوتاتُ مكانَ

تفاصيل »