الموظف «القوي الأمين»

من المفاهيم المغلوطة والسائدة التي يجب التنازل عنها في عملية التوظيف، في أي دولة ما يتعلق بالوظيفة وأنها ضمان اجتماعي ومصدر للرزق، والبعد عن التضخم الوظيفي في الوزارات والإدارات إلى الكفاءة والجودة والأمانة والنزاهة والمنافسة الشريفة والبعد عن المفاضلات الشخصية والعائلية والمحسوبيات.

الموظفون الذين نشكو منهم لأنهم يؤخرون معاملات الناس ويرتشون ويمارسون كافة أنواع الدفاعات أمام أي تطور وتطوير لإجراءات العمل وتسهيل الأمور للناس؛ هؤلاء أفراد عديمو الفائدة، الموظف الذي ليس لديه الحافز الشخصي والتحفيز الذاتي من خلال العمل، هذا أيضاً غير مفيد، الموظف الذي يمارس ألوان التسلط والهجوم وعدم تفهم معاناة المراجعين وهمومهم، هذا أيضاً موظف لا فائدة منه. الموظف الذي يفكر كيف يبتكر ألوان الأعذار والإجازات المرضية للتغيب من العمل وكأنه مجبر عليه، ولا يمثل العمل بالنسبة له قيمة حياتية وشخصية واجتماعية.. هذا أيضاً ستنعدم الفائدة منه. الموظف السلبي الذي ينتظر أن يأتي إليه العمل ولا يبادر في البحث عن العمل، وترتيب مكتبه وملفاته وتحسين إجراءات عمله ويفضل السواليف واللعب بالإنترنت وقراءة الجرائد والانشغال بالحديث بالجوال أثناء العمل، هذا أيضاً موظف لن يفيد. الموظف الذي يستغل منصبه ومسؤولياته لتحقيق مآرب شخصية أو فئوية والمزيد من الكسب غير المشروع وبسط نفوذه على الناس.. هذا أيضاً موظف لا فائدة منه. الموظف الذي يتفنن في توظيف أفكاره وذكائه لزحلقة المعاملات وعدم تحمل المسؤولية وكثر التسويف والمماطلة وعدم مساعدة الناس والشعور بالسعادة في رؤيتهم وهم يراجعون يوماً بعد يوم وفي طوابير.. موظف لا فائدة منه. الرئيس وهو موظف قبل كل شيء الذي يقف أمام تطور موظفيه وتحفيزهم وعدم تمتعه بذكاء عاطفي ولا يوازن ما بين مصلحة العمل ومصلحة الموظف.. هو أيضاً عديم الفائدة.

الموظف عندما يصبح عديم الفائدة يصبح حجر عثرة أمام تطور أي جهاز إداري وينشر إحباطاته وعقده على بقية أعضاء الفريق الإداري، ويؤدي بأي قيادي ناجح أو مبادر إلى الإجهاد والإحباط، مما ينعكس على منظومة العمل وإنتاجية أي جهاز أو مؤسسة، وهو أول من يسهم في إسقاط أي قيادي ناجح. الموظف المتشكي المتذمر والمنتقد لأي شيء والمنظر على حساب التنفيذ هو في الحقيقة شخص يسقط مشكلته في كونه موظفاً لا فائدة منه ولا يقدر على التكيف والتوافق مع المؤسسة التي يعمل فيها، ولا يوجد لديه ما يمكن أن يقدمه، ويسهم في بث روح التشاؤم وعدم التفاؤل وبث الشائعات بين زملائه هروباً من مشكلته. قال تعالى: «إن خير من استأجرت القوي الأمين».

د. عبدالله الحريري – صحفي وكاتب سعودي

جريدة الرياض


Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on email

أحدث​ المقالات

الشلل الرقمي وتأثيره عالمياً

أصبحت التكنولوجيا الرقمية وما يرتبط بها من وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية والمواقع الإلكترونية جزءاً هاماً من حياتنا اليومية ولا يمكن الاستغناء عنها، فجميعنا يتفقد

تفاصيل »

الذكاء الاصطناعي.. ثورة أم تهديد؟

يُعدُّ الذَّكاءُ الاصطناعيُّ، أداةً ثوريَّةً ستُحدِثُ تحوُّلًا هائلًا في كافَّةِ المجالاتِ، خاصَّةً الصناعةَ، فخلالِ السنواتِ القليلةِ المقبلةِ سيتغيَّرُ القطاعُ الصناعيُّ بشكلٍ جذريٍّ، وستحلُّ الربوتاتُ مكانَ

تفاصيل »