ماكغريغور، دوغلاس

سيرته الذاتية:

ماكغريغور، دوغلاس مُنظر إداري مثقف وباحث في السيكولوجيا الاجتماعيـة، ومدير كلية. بعد أن حصل على درجة الدكتوراة عام 1935م من قسم السيكولوجي فــي جامعة هارفارد، درس السيكولوجيا الاجتماعية في الجامعة نفسهـا فـي الفتــرة 1935- 1937م. انتقل في 1937م إلى معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا حيث درس هناك حتى عام 1948م. ولفترة ست سنوات من 1948 م حتى 1954م شغل منصب رئيس كلية انتيوك، وهي خبرة أثرت بشكل مثير في نظريته الإدارية. وعاد في عام 1954م إلى معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا، حيث بقي هناك حتى وفاته في عام 1964م.

مساهماته وتأثيره في مجال الإدارة:

يشتهر ماكغريغور إلى حد بعيد بأن كتابه “الجانب الإنساني للمؤسسة” The Human Side of Enterprise, 1960 من أكثر كتب علم الإدارة في الستينيات التي يستشهد بها والتي تحمل بذور التطور المستقبلي. وامتد تأثير مفاهيمه بالفعل إلى كل كتاب يتناول علم الإدارة حتى يومنا هذا. ولقد طور أفكاره كنتاج لخلفية نظرية صلبة، وتجارب إدارية عملية مباشرة بوصفه كان رئيسًا لكلية انتيوك في الفترة 1948- 1954م. وأعقب عودته إلى معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا سلسلة من المنشورات التي سجلت تحولاً مما كان يعرف بأنه نظرة قديمة للسلوك الإنساني والعلاقات إلى منظور للفلسفة الإنسانية التنظيمية.

وطبعت نظريته Y-X أول مرة في عام 1957م “مغامرات في الفكر والفعل” Adventures in Thought and Action, 1957 ويفصل كتاب: الجانب الإنساني للمؤسسة The Human Side of Enterprise, 1960 نظرية الحوافز والإدارة من خلال الأهداف.

وحاول ماكغريغور برهنة أن افتراضات المدير عن الطبيعة الإنسانية والسلوك الإنساني تعتبر من الأمور الجوهرية في تحديد أسلوب عمل المدير. وكان يؤمن بأن المفهوم السائد للإدارة كان مبنيًا على الكنيسة والأنظمة العسكرية، وتم هجره في البيئة الإدارية العصرية مفترضًا تأثير العوامل السياسية والاجتماعية والاقتصادية المعاصرة.

وعرف المفهوم القديم للإدارة بالنظرية X وافتراضاته الخاطئة عن السلوك الإنساني ويصفه بالآتي:

  1. الإنسان العادي لديه كره موروث للعمل ويود لو يتجنبه إذا استطاع إلى ذلك سبيلاً.
  2. نسبة لهذه الصفة الإنسانية السابقة في كره العمل، فإن معظم الناس يجب إجبارهم وضبطهم وتوجيههم وتهديدهم بإنزال العقاب عليهم، حتى يبذلوا جهدًا مناسبًا لتحقيق أهداف المنظمة.
  3. إن الإنسان العادي يفضل أن يتم توجيهه، ويتمنى تجنب الاضطلاع بالمسئولية، ويتمتع بطموح قليل نسبيًا، وينشد الأمان قبل كل شيء.

وكان يعتقد أن هذه الافتراضات خاطئة في السياسة والممارسة الإدارية. والموقف الذي عبر عنه في الكتاب المقدس تجاه معظم الكتب التي تتناول السياسة الإدارية، يفيد بأن الناس يكرهون العمل وأن الإنسان العادي يفتقر للتبصر وروح المبادرة. وبناء على تبصرات علم الاجتماع، فإن النظرية Y وصفت كالآتي:

  1. إن بذل الجهد البدني والعقلي في العمل يعتبر من الأمور الطبيعية، مثله مثل اللعب أو الراحة. إن الإنسان العادي لا يتأصل فيه كره العمل. وإن العمل في ظل ظروف ما – يمكن ضبطها – ربما يكون مصدرًا للعقاب (سيتم تجنبه إذا أمكن ذلك).
  2. إن الضبط الخارجي والتهديد بالعقاب لا يعتبران الوسيلتين الوحيدتين لبذل الجهد نحو الأهداف التنظيمية. والإنسان يمكنه ممارسة التوجيه الذاتي والضبط الذاتي في خدمة الأهداف التي يلتزم بها.
  3. إن الالتزام نحو الأهداف هو وظيفة المكافآت المرتبطة بالإنجاز. وأكثر هذه المكافآت – مثل إشباع الغرور الذاتي وتحقيق الذات – يمكن أن تكون نتائج مباشرة للجهد الموجه نحو الأهداف التنظيمية.
  4. إن الإنسان العادي يتعلم تحت ظروف ملائمة، ليس فقط لقبول المسئولية بل للسعي نحوها. ويعتبر تجنب الاضطلاع بالمسئولية والافتقار إلى الطموح والتأكيد على الأمن بصورة عامة نتاجًا للخبرة، وليست خصائص إنسانية متأصلة.
  5. إن القدرة على ممارسة درجة عالية نسبيًا من التخيل، والإبداع والخلق في إيجاد الحلول للمشكلات التنظيمية – تعتبر موزعة بشكل واسع بين السكان وليست بشكل محدود.
  6. في ظل ظروف الحياة الصناعية العصرية، يستفاد من الإمكانات الفكرية للإنسان العادي بشكل جزئي فقط.

يؤكد ماكغريغور بإيراد الدليل أن السلوك الإنساني في المنظمة لا يكون مقيدًا بالطبيعة البشرية، بل بالافتقار للإبداع الإداري وفهم الموارد البشرية.

إن الإسهام الثالث الرئيس لماكغريغور يتمثل في كتاب “مبدأ التكامل”، لإيمانه بأن الإدارة يمكنها أن تخلق البيئة الصالحة التي تمكن أعضاء المنظمة من تكامل أهدافهم مع أهداف المنظمة.

لقد حدثت نقلة خلال الربع الأخير من القرن الماضي، وذلك بالنظر إلى السلوك البشري والعلاقات الإنسانية في المنظمات التي ركزت على “مبدأ التدرج”، مثل ضبط السلوكيات من خلال ممارسة السلطة، على شكل من الفلسفة الإنسانية التنظيمية. يعتبر ماكغريغور قوة مهمة في تطوير البراهين لضبط افتراضات الإدارة عن العاملين. فقد برهن أنه يمكنهم أن يكونوا محفزين ذاتيًا، ومنضبطين نفسيًا ومفعلين ذاتيًا من خلال عملية تكامل الأهداف الشخصية مع أهداف المنظمة.

وهو يعتقد أن تطبيق نظرية العلوم الاجتماعية على بيئة العمل أمر مهم، مثل النظرية العلمية التي تسبر الفضاء. وبهذا الاعتقاد في ذهنه فقد برهن على أن المؤسسة التجارية الصناعية هي عبارة عن صورة مصغرة للتغييرات الاجتماعية في مجتمعنا. وهذه التغييرات الاجتماعية كانت الأكثر إثارة في نصف هذا القرن الذي نعيش فيه الآن. إن الإمكانات التي قدمت للإدارة هي إيجاد نموذج للحكومات والأمم لخلق عالم يستطيع فيه الأفراد الاستفادة من قدراتهم بكل ما في الكلمة من معنى، ويستطيعون العيش بسلام.

مسرد لأهم أعماله:

  1. McGregor, Douglas M. On Leadership Notes, May 1954.
  2. McGregor, Douglass M. Adventures in Thought and Action, Proceedings of the Fifth Anniversary Convocation of the School of Industrial Management, Massachusetts Institute of Technology, April 9, 1957.
  3. McGregor, Douglass M. The Human Side of Enterprise, McGraw Hill Books, 1960

McGregor, Douglass M. Leadership and Motivation, McGraw Hill Books, 1966. The Work was Edited Posthumously by.4 Caroline McGregor, his Wife, and Warren Bennis.

المصدر:

د. إبراهيم علي ملحم (2008)، علماء الإدارة وروادها في العالم: سير ذاتية وإسهامات علمية وعملية، (القاهرة: المنظمة العربية للتنمية الإدارية).

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on email

أحدث​ المقالات