سيرته الذاتية:
ولد هوبكنز، هاري لويد في مدينة سويكس في ولاية أيوا الأمريكية في 17 أغسطس 1890م وتوفي في مدينة نيويورك في 9 يناير 1946م. التحق بكلية جرنيل في ولاية أيوا حيث تخصص في التاريخ والاقتصاد السياسي وتخرج فيها بامتياز عـام 1912م. وعندما كان طالبًا في الكلية اكتسب شهرة كسياسي داهية في حرم الجامعة، واكتسب خبرة ثمينة ساعدته بشكل جيد في مساعيه المستقبلية. تزوج سنة 1913م من إيثيل قروس وله ثلاثة من الأبناء. يعتبر هوبكنز المتخصص في الخدمة الاجتماعية من أحد مستشاري الرئيس الأمريكي فرنكلين روزفلت، المقربين والإداري في البرنامج الحكومي الشامل للإنعاش الاقتصادي المعروف (New Deal) والذي تبناه الرئيس روزفلت بعد الحرب العالمية الثانية. تولى خلال مسيرته الوظيفية عددًا من الوظائف المهمة منها:
- وزير التجارة الأمريكي من 1938 – 1940م.
- مدير الغوث الفيدرالي المؤقت 1933 – 1934م.
- مدير الصليب الأحمر الأمريكي في المنطقة الجنوبية الغربية من الولايات المتحدة الأمريكية 1917 – 1921م .
بدأ عمله في عام 1913م في مركز جماعة الكريستودورا الخيرية كمشرف اجتماعي. وترأس لاحقًا العديد من البرامج التي كانت ترعاها جمعية نيويورك لتحسين أوضاع الفقراء (AICP). وعلى الرغم من ضعف نظره الذي صرفه عن الخدمة العسكرية في الحرب العالمية الأولى، فإنه أدار – إبان الحرب – القسم الجنوبي للصليب الأحمر الأمريكي. وعاد في عام 1922 م إلى موقعه في جمعية نيويورك لتحسين أوضاع الفقراء. وأصبح هوبكنز عام 1924م مديرًا لجمعية نيويورك لمرضى السل.
وقابل هوبكنز في عام 1928م فرانكلين روزفلت. وبعد أن نصب روزفلت حاكمًا لنيويورك عين هوبكنز مديرًا لإدارة وكالة الغوث المؤقتة للولاية، وكان ذلك حين احتدام “الكساد العظيم” في عام 1931م. وقضى هوبكنز السنتين التاليتين في تسجيل مبالغ من المال لصالح مشاريع مثل: معسكرات الغابات، المدارس النهارية، وحمامات السباحة. ورافق هوبكنز روزفلت عام 1933م إلى واشنطون حيث عين إداريًا جديدًا للغوث الفيدرالي المؤقت، وعين في عام 1938م وزيرًا للتجارة.
وبعد سلسلة متتالية من الوظائف في ظل الحركة الإصلاحية الواعية التي قام بها روزفلت والتي عرفت بالبرنامج الحكومي الشامل للإنعاش الاقتصادي (New Deal)، تم تعيين هوبكنز مساعدًا شخصيًا للرئيس وعمل موظف اتصال مع الحكومات الحليفة فيما وراء البحار في الحرب العالمية الثانية. واستقال هوبكنز في عام 1945م من وظيفته كمساعد للرئيس في البيت الأبيض ليصبح رئيسًا لصناعة السترات والملابس النسائية في نيويورك. وأنهيت وظيفته الجديدة لاعتلال صحته، ثم مات في مدينة نيويورك في 29 يناير 1946م.
مساهماته ونفوذه:
كانت بواعث هوبكنز الأساسية نحو العمل الاجتماعي واهتماماته هي رفاهية المعوزين وتوفير التوجيه لهم. وكان صارمًا ومباشراً، وحليمًا حتى عند الإساءة إليه، وكان يمتلك إحساسًا بالشفقة القوية من وراء فظاظته القاسية الهائجة. وهذه الصفات الإنسانية حفزت هوبكنز وساعدته في تطبيق برامج الحكومة الجديدة من أجل توفير العمل للأمريكيين وتوفير الدعم للمحتاجين من قبل الحكومة الأمريكية، وبالتالي العمل على اقتلاع جذور العوز والفاقة في أمريكا. وكان أهم إسهام له هو وضع هدف جديد بالنسبة للحكومة. وقد أدى تطويره للحكومة إلى رعاية العديد من الجهود، مثل إدارة الأعمال المدنية، إدارة الارتقاء بالأعمال، البرنامج التعليمي الطارئ لإدارة الشباب الوطنية، ومساعدته في تطوير نظام الأمن الاجتماعي، وبدا ميراثًا من البرامج الاجتماعية والمحلية التي غيرت رؤى الحكومة الأمريكية، فقد ارتكز موديل هوفر، هربرت كلارك – رئيس الولايات المتحدة الأمريكية (1929-1933) – للحكومة على نظرية تقليدية، إذ ينص على أن وجود الحكومة لتوفير حوافز للتنظيم والدفاع، وليس لتكن أخاك الذي يحميك. وقد بنى موديل هوفر للأمن الاجتماعي على عمق وتنوع بضائعك المعلبة والتي يحتويها مخزن الأطعمة الخاص بك. إن برنامج الحكومة للإنعاش الاقتصادي الشامل أي الموديل الذي يعتبر إلى حد كبير حيًا وفي حالة جيدة نسبيًا حتى يومنًا هذا- يدعم نطاقًا واسعًا من الجهود التي ترعاها الحكومة المسئولة اجتماعياً. وفي جزء كبير فإن الامتداد الواسع للحكومة على كل المستويات حدث نتيجة لتقدير المسئولية الاجتماعية الحكومية تجاه المعوزين، والصالح العام للشعب. وبدون تلك البرامج المتنوعة، فإن دراسة الإدارة العامة ربما تكون قد أدركت القليل من التركيز نظرًا للمدى الضيق لما يعتبر واجبًا حكومياً.
مسرد لأهم أعماله:
.Hopkins, Harry, The Eleanor Roosevelt Papers
.(http:// www. Nps.gov/elro/glossary/Hopkins-harry.htm)
المصدر:
د. إبراهيم علي ملحم (2008)، علماء الإدارة وروادها في العالم: سير ذاتية وإسهامات علمية وعملية، (القاهرة: المنظمة العربية للتنمية الإدارية).
