المشروعات الصغيرة .. بحوث محُكمه منتقاه

 يتضمن هذا الإصدار عددًا من البحوث المُحَكمة التي تتناول المشاريع الصغيرة بوصفها أساس للاقتصاد الوطني، وأداة حيوية لحل كثير من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، حيث تساهم المشروعات الصغيرة في استيعاب عدد كبير من العمالة، وزيادة حجم الصادرات وتقليل الواردات. وهذه البحوث قد سبق نشرها في أعداد من المجلة العربية للإدارة التي تصدرها المنظمة العربية للتنمية الإدارية.وتتسم هذه البحوث ليس فقط بأنها تمت في مجال تنظيم وإدارة المشروعات الصغيرة، وإنما كذلك بأنها بحوث تطبيقية، وذلك على الرغم من إحتواء كل منها على جزء نظري يتمثل في مراجعة الدراسات السابقة ذات العلاقة بموضوع البحث. كذلك فإن هذه البحوث لا تقتصر على دولة معينة، وإنما تمت في أكثر من دولة عربية (مصر، الأردن، ، قطر، العراق).يتناول البحث الأول المشكلات التي تواجه الشركات العراقية الصغيرة وأساليب حلها. وتتلخص فكرة الدراسة في محاولة التصدي لعدد من المشكلات المالية والادارية والتنظيمية والبيئية التي تواجه المشاريع الصغيرة في الوقت الراهن. وقدمت الدراسة معالجات نظرية وتطبيقية، منها استعراض عدد من الدراسات السابقة، وخلصت الى مجموعة من النتائج كان أبرزها أن 66% من المشكلات المدروسة تعيق جميعها أداء الشركات العراقية الصغيرة، وقد استفحلت نتيجة أزمة الاحتلال والوضع الأمني المتردي.أما البحث الثاني فيتناول استخدام نموذج كوكس فى تقييم أداء المشروعات الصناعية الصغيرة فى محافظة القاهرة. وتتمثل مشكلة البحث فى الحاجة إلى إقتراح نموذج إحصائى يستخدم فى تحديد درجة الخطر التي تواجه أى مشروع صناعى صغير، ومن ثم يمكن تحديد أهم المتغيرات ذات التأثير الأكبر على تعثر المشروعات الصناعية الصغيرة، وفى ضوء ذلك يمكن وضع إستراتيجية متكاملة واضحة المعالم لتعظيم الاستفادة من المشروعات الصناعية الصغيرة فى تنمية الاقتصاد المصرى.وتناول البحث الثالث التحديات التي تواجه المشروعات الصغيرة ودور تلك المشروعات في التنمية في المملكة الأردنية الهاشمية. وتضمن البحث أربعة محاور، تناول الأول منها تعريف المشروع الصغير ومناهجه والمعايير المعتمدة فيها وعلاقته بخصائص المشروع الصغير المسببة للتحديات الذاتية التي تواجهه. وتتمثل تلك الخصائص في محدودية النشاط، محدودية المهارات والقدرات الإدارية، محدودية التمويل. وقد عالج كل محور من المحاور الثلاثة الأخرى التحديات الناجمة عن كل خاصية من الخصائص الثلاثة.كما توصل البحث إلى ضرورة التمييز بين المشروعات الصغيرة النامية والمشروعات الصغيرة المستقرة حيث الأولى تواجه التحديات الأكبر. كما توصل إلى أن التحدي الأساسي للمشروعات الصغيرة ينجم عن نقص المهارات والقدرات الإدارية لدى مالكي المشروعات الصغيرة. وفي محور التحديات الخاصة بالتمويل فإن الدعم والبرامج الحكومية تساهم في تذليلها إضافة إلى الاتجاهات الحديثة للتوجه إلى التمويل بالمشاركة.وهدف البحث الرابع إلى التعرف على مدى شيوع ثقافة الابتكار في منشآت الأعمال الصغيرة في الأردن، كما سعت إلى اختبار العلاقة بين توافر ثقافة الابتكار ومدى استخدام الأساليب الابتكارية في حل المشكلات التي تواجه تلك منشآت.وقد بينت النتائج أن عناصر ثقافة الابتكار متوافرة إلى حد ما، ولكنها ليست بتلك القوة. كما أشارت إلى أنه لا توجد علاقة بين توافر ثقافة الابتكار واستخدام الأساليب الابتكارية في حل المشكلات، وأن اصحاب المنشآت الصغيرة يعوزهم الحماس لإدخال تغييرات واستخدام أساليب تنظيمية من شأنها أن تشيع جوًا من الريادة المؤسسية.أما البحث الخامس فيدور حول تطبيق ركائز إدارة الجودة الشاملة في الشركات الصناعية الصغيرة في دولة قطـر. وتتضمن هذه الركائز كل من: التزام الإدارة العليا بالجودة، والتركيز على الزبون، وتدريب العاملين، ومشاركة العاملين، والإدارة بالحقائق، وفرق العمل، والعلاقة بالموردين، والتخطيط الاستراتيجي للجودة، والمقارنة المرجعية. و تهدف الدراسة إلى استكشاف طبيعة العلاقة بين هذه الركائز والخصائص الديمغرافية للشركات. ولتحقيق ذلك تم تطوير استبانه وزعت على ستين شركة في مدينة الدوحة.وجاءت النتائج لتؤكد أن ركائز إدارة الجودة الشاملة مطبقة بدرجة متوسطة، بالاضافة إلى وجود فروقات ذات دلالة احصائية بين تطبيق عناصر إدارة الجودة الشاملة والخصائص الديموغرافية للشركات.وتوصل كل من هذه البحوث إلى عدد من النتائج المهمة، وقدم عددًا من التوصيات المفيدة في المجال موضوع البحث.

الناشر: المنظمة العربية للتنمية الإدارية

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on email

أحدث​ المقالات

الشلل الرقمي وتأثيره عالمياً

أصبحت التكنولوجيا الرقمية وما يرتبط بها من وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية والمواقع الإلكترونية جزءاً هاماً من حياتنا اليومية ولا يمكن الاستغناء عنها، فجميعنا يتفقد

تفاصيل »

الذكاء الاصطناعي.. ثورة أم تهديد؟

يُعدُّ الذَّكاءُ الاصطناعيُّ، أداةً ثوريَّةً ستُحدِثُ تحوُّلًا هائلًا في كافَّةِ المجالاتِ، خاصَّةً الصناعةَ، فخلالِ السنواتِ القليلةِ المقبلةِ سيتغيَّرُ القطاعُ الصناعيُّ بشكلٍ جذريٍّ، وستحلُّ الربوتاتُ مكانَ

تفاصيل »