واقع عربي مأزوم ينبئ بربيع عربي قادم

تتجمع مؤشرات سياسية واقتصادية واجتماعية في البلدان العربية تشير الى قرب اشتعال ربيع عربي جديد يقلب الواقع العربي المرير الذي يعيشه الانسان العربي  ويهدف الى إنهاء الكيانات والأنظمة العربية الفاسدة التي عجزت عن القيام بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المطلوبة لتحسين اوضاع الانسان العربي والخروج من الأزمات المتتالية في البلدان العربية وهذه الأنظمة لم تأخذ العبرة من أحداث الربيع العربي السابق وهي تشكل حالة ميؤوس منها وينطبق عليها قول  الشاعر العربي :

” لقد أسمعت لو ناديت حيا       ولكن لا حياة لمن تنادي”

سيكون سيناريو الربيع العربي القادم أكثر شدة من سابقه وسيشارك به كافة اطياف الشعب العربي التي يئست من الأنظمة العربية التي لا يؤمل منها الخير حيث بقيت الأحوال السيئة على حالها بل ازدادت وتيرتها لتأكل الأخضر واليابس

لقد انتظر الإنسان العربي جيلا كاملا منذ العام 2011م لكي تتحسن وتتبدل الأوضاع ولكن خاب ظنه ولم يحدث التغيير والاصلاح المطلوب ولم يبق للإنسان العربي مناص سوى أخذ زمام المبادرة بنفسه لتغيير الواقع الصعب الذي يعيش فيه وهو محق في ذلك أخذا بقول الشاعر ما حك جلدك غير ظفرك فتول أنت زمام أمرك.

ما يدفع الإنسان العربي الى الثورة على الفساد والقيام بربيع عربي جديد المعطيات التالية :

1-فشل الأنظمة العربية في التوصل الى حل عادل للقضية الفلسطينية واستعادة الأراضي العربية المحتلة في فلسطين والجولان وجنوب لبنان وما فاقم الأمور سوءا قيام أربعة انظمة اخرى الاعتراف بإسرائيل والتطبيع معها بدون مقابل وهذا يعتبر مهزلة كبرى لم يشهد لها التاريخ العربي مثيلا.

2- تفشي الفساد الاداري في البلدان العربية ليصبح ظاهرة خطيرة تهدد المجتمعات العربية.

3-تفاقم الفقر في البلدان العربية ليصل الى مستويات خطيرة تصل الى 60% من المواطنين في الكثير من البلدان العربية.

4-ازدياد نسب البطالة في كافة البلدان العربية لتتعدى 30% أو أكثر .

5-تدهور انتاجية المواطن العربي وهي الأقل على مستوى العالم واصبحت نسبة الاكتفاء الذاتي في الكثير من البلدان العربية لا تتجاوز 16% من احتياجاتها.

6-غياب المؤسسية في الأعمال الحكومية والخاصة وأصبحت الفهلوة والتلاعب والحيل هو الدرب للكسب السريع غير المشروع.

7-غياب الثوابت الوطنية والمبادئ والأخلاق والقيم التي تحكم سلوك الأفراد داخل المجتمعات العربية.

8-غياب مفهوم الأمة العربية الواحدة وتحول البلدان العربية الى كيانات هشة صغيرة .

9-تفكك المجتمعات العربية الى طوائف متناحرة لا تجمعها المصالح الوطنية المشتركة.

10- تحول الكثير من البلدان العربية الى دول فاشلة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.

لقد عجزت قيادات عربية عديدة عن القيام بالاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وما عليها الا العمل على الاصلاح ومحاربة الفساد، قبل أن ينطلق الربيع العربي الجديد، وليس ذلك ببعيد.

د. خليل عليان

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on email

أحدث​ المقالات

الشلل الرقمي وتأثيره عالمياً

أصبحت التكنولوجيا الرقمية وما يرتبط بها من وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية والمواقع الإلكترونية جزءاً هاماً من حياتنا اليومية ولا يمكن الاستغناء عنها، فجميعنا يتفقد

تفاصيل »

الذكاء الاصطناعي.. ثورة أم تهديد؟

يُعدُّ الذَّكاءُ الاصطناعيُّ، أداةً ثوريَّةً ستُحدِثُ تحوُّلًا هائلًا في كافَّةِ المجالاتِ، خاصَّةً الصناعةَ، فخلالِ السنواتِ القليلةِ المقبلةِ سيتغيَّرُ القطاعُ الصناعيُّ بشكلٍ جذريٍّ، وستحلُّ الربوتاتُ مكانَ

تفاصيل »