هل أنت إنسان آلي؟!

هناك اختبار قديم، ابتكره عالِم الكمبيوتر آلان تورينغ، يهدف للتحقق من أن المستخدم إنسان طبيعي، وليس (روبوت)؛ لهذا غالبًا ما تُفاجَأ بتعليق حسابك بمواقع السوشيال ميديا؛ لتظهر لك بوسط الصفحة رسالة عنوانها: (هل أنت إنسان آلي؟!).

هذا العنوان الصادم يظهر مشفوعًا بسؤال سهل، قد يشكل عقبة رمزية، تعترض طريقك، مثل: كم إشارة مرورية بالصورة؟! وبمجرد نجاحك في الاختبار، وكتابة طلاسم الحروف والأرقام الظاهرة، يفتح حسابك، ويسمح لك باستخدامه!!

الروتين الذي يعيشه الإنسان مع تقدمه بالعمر، إضافة للهموم، والفراغ، والالتزامات المادية التي تحاصره، قد تصنع منه (إنسانًا آليًّا)، لا يتكلم، لا يخطو خطوة، لا يبدي أي ردة فعل، إلا ببرمجة معدة، ألغت إرادته، ومحت رغبته بالتفكير والإبداع!!

هل أنتَ روبوت أيها الشاب؟! حتى تقضي غالبية وقتك مدمنًا على المهن الصغيرة التي لا تتناسب أبدًا مع مؤهلاتك العالية، بداية بالكاشير، ومرورًا بفني جوال، وانتهاء بطاهي عربة (فود ترك). إنك بهذه الممارسة الخطرة تشكّل تهديدًا لحساب مستقبلك؛ وهو ما يستدعي إيقافه، واختبارك للتأكد مما إذا كنت إنسانًا طبيعيًّا أم مجرد (روبوت): كم وظيفية وهمية بالصورة؟!

هل أنتَ روبوت أيها التاجر؟! حتى تقضي غالبية وقتك تمضي قرارات فصل وتسريح الشباب السعوديين فرادى وجماعات من الشركة. لقد دمرت مستقبلهم، وهدمت بيوتهم العامرة، وشردت أسرهم. إنك بهذه الممارسة الخطرة تشكل تهديدًا على حساب مجتمعك مما يستدعي إيقافه، واختبارك للتأكد مما إذا كنت إنسانًا طبيعيًّا أم مجرد (روبوت): كم فصلاً تعسفيًّا بالصورة؟!

هل أنت روبوت أيها المتقاعد؟! حتى تقضي غالبية وقتك في روتين قاتل، لا يخرج عن نسخ ولصق المقاطع، ونقلها من قروب لآخر، والتجول بالبيت والحوش، وإطفاء اللمبات، والتشاجر مع العائلة. إنك بهذه الممارسة الخطرة تشكل تهديدًا على حساب صحتك مما يستدعي إيقافه. واختبارك للتأكد مما إذا كنت إنسانًا طبيعيًّا أم مجرد (روبوت): كم فاتورة مرتفعة بالصورة؟!

إنها جملة من الأفعال اللامسؤولة، لا يمكن للإنسان الطبيعي ممارستها طواعية ما لم يكن مدفوعًا إليها، ومع هذا سينجح كل منهم بتجاوز الاختبار، وستظهر نتيجته (أنت لستَ إنسانًا آليًّا!)؛ لذا يتعين علينا أن نسأل المعنيّ: هل أنت روبوت أيها المسؤول؟! حتى تقضي غالبية عمرك على كرسي منصبك، ومع هذا لا يجد المواطن الحلول لمشاكله. إنك بهذه الممارسة الخطرة تشكل تهديدًا على حساب وطنك مما يستدعي إيقافه، واختبارك للتأكد مما إذا كنت إنسانًا طبيعيًّا أم مجرد (روبوت)

أحمد عجب 

الرياض –28ابريل 2021

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on email

أحدث​ المقالات

الشلل الرقمي وتأثيره عالمياً

أصبحت التكنولوجيا الرقمية وما يرتبط بها من وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية والمواقع الإلكترونية جزءاً هاماً من حياتنا اليومية ولا يمكن الاستغناء عنها، فجميعنا يتفقد

تفاصيل »

الذكاء الاصطناعي.. ثورة أم تهديد؟

يُعدُّ الذَّكاءُ الاصطناعيُّ، أداةً ثوريَّةً ستُحدِثُ تحوُّلًا هائلًا في كافَّةِ المجالاتِ، خاصَّةً الصناعةَ، فخلالِ السنواتِ القليلةِ المقبلةِ سيتغيَّرُ القطاعُ الصناعيُّ بشكلٍ جذريٍّ، وستحلُّ الربوتاتُ مكانَ

تفاصيل »