شيلدون اوليفر

سيرته الذاتية:

بدأ شيلدون العمل في شركة روتري المحدودة في الخامسة والعشرين من عمره، في مصنع للشيكولاتة في مدينة يورك في المملكة المتحدة في العشرينيات من القرن الماضي الذي كان يديره روتري، حيث كان شيلدون مساعده الشخصي ثم أصبح المدير العام للشركة. وكان الجو في المصنع قد تم تطويره بإرساء توجهات للعلاقات الإنسانية والشخصية. وكانت فتيات يوركشير يغنين أثناء العمل، ويحتسين شراب الكاكاو مقابل بنس واحد للكوب. وكانت الفتيات يتمتعن بالزهور المعلقة في الممرات، وينعمن بالمنظر الخلاب للمروج في الخارج. إن كل فرد يعتبر نفسه فيلسوفًا، فمن وجهة نظر شيلدون تعكس الفلسفةٌ القيمَ التي يعتنقها الشخص، والبعض يعتنق قيمًا يدركها، وآخرون لا يدركونها. إن شيلدون، اوليفر هو أول من طالب بتطوير الفلسفة الإدارية بشكل واضح.

ومن دون خبرة روتري، فإن فلسفة شيلدون كان يمكن أن تظل مجرد نظرية، لكن كل البراهين أثبتت جدواها. وصرح شيلدون قائلاً: يجب علينا أن نستنبط فلسفة للإدارة، ودستورًا من المبادئ، يكون محددًا بشكل علمي ومقبولاً بشكل عام، لنعمل به كموجه في الأمور الجوهرية، من أجل أن يعيننا على عملنا اليومي.

مساهمته وتأثيره:

يعتبر شيلدون فيلسوفًا حقيقيًا في مجال الإدارة العامة، وقد شعر بأن الصناعة وجدت لتوفير السلع والخدمات الضرورية لخير الناس وحياتهم. ويجب أن تقدم السلع والخدمات بمستوى جيد وتكلفة مناسبة، وبطريقة تعمل على تعزيز المعايير الاجتماعية العالية.

وأنه يجب أن تحكم الإدارة الصناعية من خلال مبادئ معينة تكون متأصلة في الخدمات الاجتماعية:

أولاً:     يجب أن تعزز السياسات الرفاهية العامة.

ثانياً:     يجب أن يسعى التقييم الأخلاقي إلى استنهاض أعلى درجات الوازع الأخلاقي.

ثالثاً:     إن المجتمع هو أعلى سلطة في تحديد الأجور والفوائد الشرعية.

إن مسئوليته الإدارية هي اتخاذ المبادرة في صنع المعيار الأخلاقي ومفهوم العدالة الاجتماعية.

إن الإدارة كجزء شامل من الصناعة، يجب أن يتم تمييزها من جهة عن جانب رأس المال، ومن جهة أخرى عن العمل. وهي قابلة للتصنيف إلى ثلاثة أصناف رئيسة:

الإدارة: وهي التي تتعلق بتحديد سياسة الشركة، وتنسيق عملية التمويل والإنتاج والتوزيع، واستقرار خطة المنظمة، والسلطة المطلقة للمدير التنفيذي.

الإدارة اللائقة: وهي تهتم بتنفيذ السياسة ضمن الحدود الموضوعة من قبل الإدارة والتوظيف في المنظمة من أجل أهداف تم وضعها سلفًا.

المنظمة: تتمثل في عملية دمج العمل الذي يجب على الأفراد أو الجماعات أداؤه بالقدرات الضرورية لإنجاز تلك المهام، التي صيغت، وقدمت أفضل القنوات الفاعلة والنظام والتطبيق الإيجابي والتطبيق المنسق للجهود.

ينبغي على الإدارة الحفاظ على الصناعة وفق قاعدة سليمة، لتطوير الفعالية لدى العاملين والطاقم الإداري، والطرق وأوضاع المواد في إطار العمل. ومثل هذه الفعالية يتم تطويرها من خلال أساليب علمية من التحليل والاستخدام الاصطناعي للمعرفة التي تم تأسيسها.

وبالإضافة إلى ذلك، يمكن تطوير تلك الفعالية من خلال تطوير إمكانات من يعملون في تناغم بين الحافز والمثالية في الصناعة. فالفعالية في الإدارة تعتمد على هيكلية المنظمة، حيث تكون مبنية على تحليل مفصل للعمل الذي يجب إنجازه، والقدرات الضرورية لإنجازه. ويجب أن تركز الإدارة على وظائف التصنيع، والوظيفة التي تتعامل مع الإنتاج، والعمل الواجب لتسهيلها، وتصنيع المنتج، وأخيرًا تلك الوظائف التي تشكل العمل الضروري لتوزيع المنتج.

يؤمن شيلدون بتطوير البحث وتقييم البرنامج، وهو يعتقد أنه يجب تحديد التعريفات التشغيلية وتقييم الإنجاز المرغوب فيه بشكل دقيق. وهو يعتقد أيضًا أن قياس الممارسة الفعلية وفق معايير معينة يجب أن يتم لتخطيط أكثر الأساليب الاقتصادية للإنتاج والإدارة. وطبقًا لشيلدون فإن تطبيق تلك السياسة – وهي المسئولية التي يفرضها المجتمع – يتضمن تطبيقات معينة تتعلق بالعامل البشري في الإنتاج، سواء أكانت يدوية أم عقلية. وهذه تظهر في علاقة العامل البشري بالمجتمع، والعامل البشري بالعمل الصناعي، والعامل البشري بحياته كفرد. وبدراسة المعايير المجردة للجانب الصناعي، من خلال الطرق التحليلية والصناعية للعلوم، وبواسطة التحديد الاستدلالي للمبادئ وطرق الإدارة في الجانب الشخصي أو الإنساني، وهو مسعى من يطبقون الإدارة من أجل أن تتطور، من خلال توافر المعرفة والخبرة، بصرف النظر عن نوعية الصناعة أو التجارة. إن علم الإدارة الصناعية – بشكل استثنائي وبطريقة مماثلة – يعتبر من العلوم التي توظف أية تقنية لأية صناعة خاصة، لأهداف متعددة، من أجل تشكيل دستور يحكم الأداء العام للصناعة، لرفع المستوى العام وتقديم مقياس معياري للكفاءة الإدارية، وذلك لصياغة الأسس من أجل التطوير والتحسين الإضافي، ولوضع معيار كفاءة ضرورية لممارسة المهنة.

لم يكن شيلدون، اوليفر يشعر بأي خوف من المنظمة، على الرغم من اهتمامه بتطوير الإمكانات البشرية لكل موظف. إن تحليل هيكل المنظمة يشكل قلب نظامها، وستبقى عبارة عن خدمة معيارية لتعريف المفاهيم الإدارية الأساسية. إن شيلدون هو واحد من رواد الإدارة العلمية الذين قدموا لنا هيكلًا تنظيميًا، في محاولة للإشارة إلى كيفية توضيح الهيكل التنظيمي للمنظمة. وقد اعتقد أن المنظمة كانت ببساطة عملية لتطبيق المنطق السليم، والمنطق السليم يعد إحدى القدرات العقلية الشائعة.

مسرد لأهم أعماله:

Sheldon, Oliver, Philosophy of Management, (London: Sir Isaac Pitman And Sons Ltd. Parker St. Kingsway, W. C.

المراجع:

  • A Happy Factory That Sired a Social Ethic, Business Week, June 25, 1966.
  • George, Claude S., The History of Management Thought (London: Prentice-Hall, Inc.), 1972.
  • Wren, Daniel, The Evolution of Management Thought, (New York: The Ronald Press), 1972
  • http://e.Wikipedia.org/Wiki/Oliver_Sheldon

المصدر:

د. إبراهيم علي ملحم (2008)، علماء الإدارة وروادها في العالم: سير ذاتية وإسهامات علمية وعملية، (القاهرة: المنظمة العربية للتنمية الإدارية).

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on email

أحدث​ المقالات

الشلل الرقمي وتأثيره عالمياً

أصبحت التكنولوجيا الرقمية وما يرتبط بها من وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية والمواقع الإلكترونية جزءاً هاماً من حياتنا اليومية ولا يمكن الاستغناء عنها، فجميعنا يتفقد

تفاصيل »

الذكاء الاصطناعي.. ثورة أم تهديد؟

يُعدُّ الذَّكاءُ الاصطناعيُّ، أداةً ثوريَّةً ستُحدِثُ تحوُّلًا هائلًا في كافَّةِ المجالاتِ، خاصَّةً الصناعةَ، فخلالِ السنواتِ القليلةِ المقبلةِ سيتغيَّرُ القطاعُ الصناعيُّ بشكلٍ جذريٍّ، وستحلُّ الربوتاتُ مكانَ

تفاصيل »