ما نمر به اليوم يستدعي تناول عدد من الحقائق والمتغيرات والمتطلبات بعين الاعتبار لتكون مساحة الاختيار أوسع وتخرج من ضيقها الذي وضعها في زاوية الحتميات والضروريات. المسائل الشائكة في وطننا العزيز لن تُحل من خلال الايضاح او الشفافية او الحديث عنها وربما بات بالحديث عنها تتشكل ملامح او النموذج المثالي لحال دائم قد يدخل في النسيج الثقافي والاجتماعي مما يؤطر الاتجاه الفكري، كما يُقال « الادراك خيرٌ من الاهمال « أي ان تدرك الشئ افضل من أن تتركه، وتتحول مساحة الاختيار الضيقة من مساحة إلى أداة مرنة وطبيعية للاختيار.
إن البشرية منذ البدء تعيش حركة تنافس متناغم دائم والتسابق نحو الافضل، والتحالفات والشللية معروفة ومعمول بها في جميع دول العالم ولكنها وإن كانت لتحقيق المصالح الذاتية إلا أنها لا تبتعد عن تحقيق المنافع العامة ومصالح الوطن، الشللية او التحالفات في العالم قد تؤخذ وطنها سُلماً من خلال عملها الدؤوب وتفاعلها المستمر مع أحداثه ومجرياته ولكنها لا تؤخذه أداة لتحقق وجودها ولا تأخذ مشاكل وطنها لتسويق نفسها بل قد تُسوق نفسها من خلال حل مشاكل وطنها، الشللية في العالم لا تغلق الابواب ولا تزيد المساحات بل تتفاعل لتوسعة مساحتها حتى لا تقع في المساحة الضيقة وعملها لا يقتصر على أن يكون جهد فرد من خلال ورقة بل جهد فريق نتيجة عمل مخلص مؤثراً في مستقبل الامة وليس تنفيعات.
قدرة التشخيص الدقيق والموضوعي للحال سينتج عنه قراءات أفضل للحلول والابتعاد عن مقولة « طريقك مسدود» او « الحال صعب» .. الخ من العبارات والتسميات لحالنا الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والمهني … الخ، وسيتم الابتعاد بالتأكيد عن الشعور بالهيمنة أو التبعية وستكون الشللية والتحالفات متشابهة لباقي العالم باعتبارها قوى وطنية محافظة على هوية وطنها وقوميتها ولن تكون عاملة بسلوكيات وطنها لتحقيق مصالحها وبناء شعبية لها .
إن التنمية والتقدم والتطور لا يتم تقيقهم من خلال حركة انسان بل فريق ونهج يلامس لعمليات المعيشة
الاختيار ليس بالشيء السهل بل نتاج لمعرفة وتشاركية العمل وانسجام الادوار ويسهم في استخراج الحلول ويعطي السند المناسب في جرأة الطرح والمضي بخطى ثابتة سريعة وليس خطى رجل عجوز أنهكه الزمن بالعمل واتعبته الايام بواجباتها ويريد المشي مؤديا واجباته ومسؤولياته بهدوء.
لارا علي العتوم
الدستور – مارس 2021
