باركنسون نورثكوت

سيرته الذاتية:

كان باركنسون، نورثكوت (1909- 1993م) كما وصف نفسه رجلاً إنجليزيًا له مهنة أكاديمية مميزة، وقد ظل يكتب كتبًا ثقافية منذ عام 1934م. ودرس في جامعة مالايا، وفي ليفربول وإلينوي، لكنه كرس أغلب حياته للكتابة.

وواجه باركنسون الحقيقة القائلة بأن هناك علاقة ضيقة أو لا توجد بين العمل الذي يجب إنجازه في المنظمة وحجم الموظفين الذين ينجزونه. إن نمو التسلسلات الهرمية الإدارية قد يكون مستقلاً عن العمل نفسه. ولشرح هذه الظاهرة فقد قام بتقديم قانون باركنسون وهو “أن العمل يتوسع لملء الوقت المتاح لتكملته”.

مساهماته:

إن باركنسون بوصفه مهتمًا بالكتابة ومتناظرًا وظيفيًا مع عالم الإدارة، قد نوه عن حالة السيدة المسنة والتي لم يكن لديها شيء تعمله والتي قضت يومًا كاملاً ترسل بطاقات بريدية لابنة أختها، وكانت تختم قائلة: منهكة بعد يوم من الشك والقلق والكدح. وهذا لأنه لم يكن لديها شيء آخر تعمله، فكانت تقيم وتعلي من شأن كل نشاط تقوم به مهما كان، مثل عثورها على قلم وطابع بريدي وذهابها إلى مكتب البريد، وكان ذلك بالنسبة لها جهدًا كبيرًا يتطلب كثيرًا من الوقت والطاقة. وبالطريقة نفسها فإن مهمة الإداري في المنظمة يمكن إما أن تكون عملاً ثانويًا بالإمكان إنجازه في دقائق قليلة، أو يمكن تقييمه والإعلاء من شأنه إلى سلسلة من المهام ذات الكفاءة، كل منها له مطالب عالية، بحيث تشكل في مجملها يوم عمل كاملاً.

قد يجد الموظفون الإداريون أنهم أجهدوا أنفسهم بالعمل الشاق، لكن ما الذي سوف يفعلونه إذا لوح لهم بالمكافأة من خلال بديهية التحفيز، “يريد الموظف المسئول مضاعفة المرءوسين، وليس المنافسين”. إذن بدلاً من تقاسم العمل مع الزميل B فإن الموظف المرهق بالعمل A يقوم بتعيين مرءوسين اثنين C و D ، ثم إن A سوف يحافظ على مركزه لكونه هو الموظف الذي يفهم كل مجال العمل. فعندما يشتكي C من المشقة في العمل، فإن A يحتفظ بالإنصاف بالسماح لـ C ليكون له مرءوسين E وF، وأيضًا بسماحه لـ D ليعين G و H. ومن خلال هؤلاء الموظفين فإن ترقية A ستكون أكيدة عملياً. وفضلاً عن ذلك فإنه في هذه المرحلة فقد أصبحت هناك حقيقة نافذة المفعول: “إن الموظفين يخلقون العمل لبعضهم البعض”. لأن سبعة يؤدون العمل نفسه الذي كان يؤديه واحد من قبل. لكن روتينية إعداد المسودات، والدقائق والمستندات المتداولة فيما بينهم تؤكد أنهم كلهم يعملون بصورة شاقة، وأن A يعمل بصورة أكثر مشقة من منصبه الأول.

ويستشهد باركنسون بدليل مثير للإعجاب عن هذه العملية، فيكشف أنه في البحرية البريطانية خلال النصف الأول من القرن العشرين، عندما كانت تنخفض أعداد السفن وأعداد الضباط والرجال، فقد كانت أعداد الضباط البحريين وأحواض السفن تزداد بشكل سريع. وفي الواقع فإن رجال الحكومة البريطانية ازدادوا بمعدل 80% تقريبًا. ويمكن أن نتوقع أن هذا كان يمكن أن يحدث إذا لم يكن هناك بحارة على الإطلاق. وبشكل مشابه في مكتب الكولونيل، في عام 1947م ومرة أخرى في عام 1954م فإن حجم الموظفين في الحكومة ارتفع بشكل جوهري بالرغم من تقلص حجم الإمبراطورية بشكل ملاحظ أثناء وبعد الحرب.

وفي الشئون العامة هناك ميل للبناء المفصل والمتقن، كما يحدث في الواقع بالنسبة للمباني أو بالنسبة لأي نوع آخر من الإنفاق، ففي الحقيقة أن كل أشكال الإدارة تميل للإنفاق. وهذا راجع لتأثيرات القانون الثاني لباركنسون والذي يقول “يرتفع الإنفاق لمواجهة الدخل”. إن الظاهرة المحلية المفهومة بشكل واسع والتي تظهر بشكل ثابت بعد كل زيادة في دخل الأسرة تكون سائدة بالمثل في الإدارة. ولكن مع الاختلاف الكبير في الإدارة الحكومية فإن الإنفاق يرتفع في اتجاه سقف لم يكن موجوداً هناك. وما إن ينخفض الدخل الحكومي فسوف يكون هناك تحسن فعلي في الخدمات. إن التناقض في الإدارة يبرز إذا كان هناك موظفون أقل، فإن كل واحد منهم سيكون لديه شيء أقل يفعله، وبالتالي يكون لديه متسع من الوقت في التفكير فيما تم فعله.

مسرد لأهم أعماله:

  1. Parkinson, C. N., Parkinson’s Law and Other Studies in Administration, Murray, 1958. Penguin, 1965.
  2. Parkinson, C. N., the Law and the Profits, Murray, 1960. Penguin, 1965.
  3. Parkinson, C. N., Big Business, Weidenfeld & Nicholson, 1974.
  4. Parkinson, C. N., the Rise of Big Business, Weidenfeld & Nicholson, 1977.

المراجع:

  • Chandler Ralph C. and Plano Jack C. the Public Administration Dictionary. John Wiley & Sons, NY. 1982.
  • Encyclopedia Britannica, International, 1982, S.V.  (Parkinson Northcote).
  • Pugh Derek S. and Hickson David J. Great Writers on Organization. The Omnibus Edition, Dartmouth Publishing Co. Aldershot, England, 1993.
  • Shafritz Jay M., Hyde Albert C, and Parks Sandra J. Classics of Public Administration. Thomson Wadsworth., Belmont, CA. 4002.
Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on email

أحدث​ المقالات

الشلل الرقمي وتأثيره عالمياً

أصبحت التكنولوجيا الرقمية وما يرتبط بها من وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية والمواقع الإلكترونية جزءاً هاماً من حياتنا اليومية ولا يمكن الاستغناء عنها، فجميعنا يتفقد

تفاصيل »

الذكاء الاصطناعي.. ثورة أم تهديد؟

يُعدُّ الذَّكاءُ الاصطناعيُّ، أداةً ثوريَّةً ستُحدِثُ تحوُّلًا هائلًا في كافَّةِ المجالاتِ، خاصَّةً الصناعةَ، فخلالِ السنواتِ القليلةِ المقبلةِ سيتغيَّرُ القطاعُ الصناعيُّ بشكلٍ جذريٍّ، وستحلُّ الربوتاتُ مكانَ

تفاصيل »