المواهب القيادية الفارقة كرأس مال تنفيذي في منظمات الأعمال في ضوء أنماط التحول الاستراتيجي والسياق البيئي

ملخص الرسالة :

تتناول هذه الرسالة أحد أهم الأصول غير الملموسة التي تسهم في نجاح وفاعلية المنظمات بشكل عام، ومنظمات الأعمال على وجه الخصوص، وهي الجدارات Competencies وكذلك المواهب Talents القيادية التي تمتلكها القيادات العليا. تناولت الرسالة بالتحليل والفحص المتعمق الجدارات والمواهب القيادية التي لعبت دورا فارقا في نجاح التحول الاستراتيجي، مع التركيز على ثلاثة أنماط من التحول هي تصحيح المسار، والنمو من خلال الاندماج والاستحواذ، والتحول الرقمي. وتمثلت أهداف الدراسة في (1) استخلاص الجدارات القيادية العامة التي تتوافر في الرؤساء التنفيذيين الذي استطاعوا إحداث نتائج وتحولات فارقة في الشركات التي تولوا قيادتها؛ (2) تحديد الجدارات الفارقة التي تناسب وتلائم كل نمط من أنماط التحول الاستراتيجي السابق ذكرها؛ (3) استخلاص العوامل السياقية التي تساعد على إحداث الجدارات الفارقة لأثرها في نجاح جهود التحول الاستراتيجي.

اعتمدت الدراسة على المنهج الاستطلاعي الكيفي في تحليل المعلومات المتاحة عن عينة مختارة من 25 شركة عالمية نجحت في إحداث تحولات استراتيجية بها. فقد تضمنت هذه العينة تسع (9) شركات أمريكية، وثماني (8) شركات أسيوية غير عربية (من الهند واليابان وكوريا وماليزيا واندونيسيا)، وخمس (5) شركات أوروبية (من ايطاليا وألمانيا وتركيا)، وثلاث (3) شركات عربية (من مصر والامارات والكويت). وقد تم تجميع المعلومات من خلال الحالات المنشورة عن هذه الشركات في قواعد بيانات الحالات العملية، فضلا عن بعض المصادر الإضافية مثل المقابلات الشخصية المنشورة في المواقع الالكترونية لمجلات الأعمال، وكتب السيرة الذاتية لبعض الرؤساء التنفيذيين، وأخيرا اللقاءات التليفزيونية المنشورة على موقع اليوتيوب.

وقد استند المنهج الكيفي للدراسة على استخدام أسلوب تحليل الموضوعات Thematic Analysis، والذي يعتمد على فحص المعلومات المتوافرة، واستخلاص الجدارات الخاصة بالرؤساء التنفيذيين للشركات المختارة، وذلك في ضوء المؤشرات السلوكية التي تم تحديدها بناء على قاموس الجدارات Competency Dictionary، الذي اعتمدت عليه الدراسة. كما تم الاعتماد على نفس أسلوب التحليل في استخلاص العوامل السياقية الخاصة بالبيئة (الداخلية والخارجية) التي تعمل بها الشركات محل الدراسة، والتي تمثل عوامل داعمة ومتفاعلة مع الجدارات التي يمتلكها الرؤساء التنفيذيون. تمثلت أهم نتائج الدراسة في التوصل إلى خمس (5) جدارات ومواهب عامة تتوافر في الرؤساء التنفيذيين الذين يحققون تحولات ناجحة في شركاتهم وهي: التوجه بالإنجاز، القدرة على تنمية الآخرين، القدرة على تكوين وإدارة فرق عمل فعالة، القدرات الذهنية التحليلية، الثقة بالنفس. كما توصلت الدراسة إلى مجموعة أخرى من الجدارات والمواهب التي تتوافر في الرؤساء التنفيذيين، والتي تناسب كل نمط من أنماط التحول الاستراتيجي الثلاثة محل الدراسة. فالجدارات والمواهب التي تناسب نمط تصحيح المسار هي: الرغبة والسعي الدائم عن المعلومات، القدرة على الحسم، القدرات المفاهيمية، التوجه بالعميل، التوجه بالنتائج. أما الجدارات والمواهب التي تناسب نمط النمو من خلال الاندماج والاستحواذ فهي: القدرة على بناء وإدارة العلاقات والروابط، القدرة على فهم الآخرين، القدرات التفاوضية، القدرة على التأثير، المرونة. في حين تمثلت الجدارات والمواهب الخاصة بنمط التحول الرقمي في: المعرفة والوعي بالمنظمة، القدرة على التغيير، القدرة على الابتكار والابداع، المبادرة، الخلفية الفنية. وأخيرا، توصلت الدراسة إلى مجموعة من العوامل السياقية الداعمة لهذه الجدارات وهي: دعم مجلس الإدارة، جودة الفريق التنفيذي المعاون، جودة الموارد البشرية، الموارد المالية والفائض المالي، التطور التكنولوجي في الصناعة، قوة المنافسة في الصناعة، الفرص المتاحة في البيئة (السخاء البيئي). وقد قدمت الدراسة إطارا عاما مستخلصا من النتائج التي توصلت إليها، يتضمن الجدارات والمواهب العامة، وكذلك الجدارات والمواهب المرتبطة بكل نمط تحول استراتيجي، والعوامل السياقية الداعمة.       

د.محمد عبد المنعم خميس شحات

جامعة الاسكندرية – 2019

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on email

أحدث​ المقالات

الشلل الرقمي وتأثيره عالمياً

أصبحت التكنولوجيا الرقمية وما يرتبط بها من وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية والمواقع الإلكترونية جزءاً هاماً من حياتنا اليومية ولا يمكن الاستغناء عنها، فجميعنا يتفقد

تفاصيل »

الذكاء الاصطناعي.. ثورة أم تهديد؟

يُعدُّ الذَّكاءُ الاصطناعيُّ، أداةً ثوريَّةً ستُحدِثُ تحوُّلًا هائلًا في كافَّةِ المجالاتِ، خاصَّةً الصناعةَ، فخلالِ السنواتِ القليلةِ المقبلةِ سيتغيَّرُ القطاعُ الصناعيُّ بشكلٍ جذريٍّ، وستحلُّ الربوتاتُ مكانَ

تفاصيل »