والتر ديل سكوت

سيرته الذاتية:

ولد سكوت في الأول من مايو عام 1869م، ونشأ في عائلة تمتهن الزراعة بالقرب من مدينة نورمال بولاية إلينوي الأمريكية. التحق سكوت، والتر بجامعة ولاية إلينوي ليعد نفسه للالتحاق بجامعة نورث ويسترن الغربية في ولاية إلينوي. وبعد أن أكمل أربع سنوات في جامعة نورث ويسترن تخرج والتحق بمدرسة ماكورميك للعلوم اللاهوتية، يحدوه الأمل في أن يصبح مبشرًا في الصين. ومن المهم ذكر ذلك لتأثيره على موقفه تجاه من يعملون في التجارة. ولم يوفق ليصبح مبشراً، لذلك واصل دراسته في علم النفس مع وندت في جامعة ليبزيغ بألمانيا. وحصل على درجة الدكتوراه في علم النفس عام 1900م. وهذا أمر مهم لأن وندت كان يعمل في مجال علم النفس التطبيقي، والذي يوضح كيف أن سكوت عمل على ربط علم النفس بإدارة الأعمال.

وفي عام 1901م خطب في نادي غيت في شيكاغو. وتمحورت خطبته حول مفاهيم علم النفس وثيق الصلة بعالم الإعلانات. وتأثرت شركة ماهين للإعلانـات به كثيرًا، حيث نشروا له 26 مقالة في مجلة ماهين. وكانت المقـالات الاثنتي عشـرة الأولى بمثابة الأساس بالنسبة لأول كتاب لسكوت، وهو كتاب: نظرية وممارسة الإعلان The Theory and Practice of Advertising. ويعتبر سكوت، والتر ديل رائدًا فـي تطبيق مناهج ومفاهيم علم النفس في إدارة الأعمال على مستوى العالم.

مساهماته:

من مجال الإعلان بدأ سكوت النظر أكثر في مجال الأفكار التي تــدور حــول مفهوم أن الإنسان كان عاملاً مهملاً في التجارة، وكان ذلك أثناء حــدوث تقـدم عظيم في آليات الإنتاج والتوزيع، في حين كان هناك تقدم بسيط في اختبار وإرشاد العاملين. وشعر سكوت بأن العاملين ينجزون عملاً أقل من قدرتهــم، لأن المديــرين لا يعرفون كيف يختارون العمال أو كيف يرشدونهم. وشدد سكوت على أفكــار مثــل المحاكاة في التدريب، المنافسة، الولاء، التعبير الذاتي، والموافقة الاجتماعيـة فيما إذا كانت هناك رغبة في زيادة الإنتاجية. وأكثر المفاهيم الجوهرية عن الأفكار هي الأهمية الضمنية في أن يكون لصاحب العمل اهتمام صادق في تحقيق الرفاهية لعمالــه، وجعل كل عامل يشعر بأن عمله مهم ويستحق أن يبذل في العمل أفضل ما عنده من جهد.

وعبر سكوت في كتابه، التأثير على الرجال في العمل Influencing Men in Business، عن أن إعطاء فرصة الاقتراح يمثل قوة مهمة في إغراء الشخص في سلوك أوضاع العمل النموذجية. ومرة أخرى يركز على أهمية معاملة العاملين باحترام وكرامة. وكان كل من سكوت ومستربيرغ يعملان بشكل مستقل في تطبيقات علم النفس للحوافز والإنتاجية في الصناعة. ويختلف تركيز سكوت عن مستربيرغ، فهو يهتم بشكل رئيس بأهمية المواقف في الحوافز والإنتاجية، في حين يركز مستربيرغ على المديرين وتطبيقهم لعلم النفس في الكفاءة الصناعية.

وكان سكوت رجلاً يبدو أنه يعمل في مجموعة متنوعة الأفكار في وقت واحد. وفي عام 1914م أدخلت أفكاره في التعليم والإعلان والحوافز والإنتاجية والإشراف والاختيار وعلم النفس معًا، وبذلك كان قادرًا على النظر إلى وضع عمل معين من زوايا مختلفة. وركز سكوت في الفترة من 1914- 1923م على اختيار العاملين لأعمال خاصة. فقد استعان بأساليبه التجريبية وخبرته في علم النفس ليضع اختبارات يمكن استخدامها في اختيار الشخص المناسب للعمل المناسب. ووضع سكوت أيضًا اختبارات لإثبات صحة عمله. ودائمًا ما يقيس عمله مقابل النجاح في الممارسة، بدلاً من النظرية. وقد استخدم أحكام ومعيار رجل الأعمال كمعيار بالنسبة له. وقد ساعد هذا كثيرًا في أن يفهم الآخرون هدفه.

وعندما اندلعت الحرب العالمية الأولى، اغتنم سكوت الفرصة ليستخدم مفاهيمه في الاختيار أو تصنيف الجدارة التي يستخدمها في العمل، بوصفها كانت فائدة من فوائد جهود الحرب. وكان سكوت بمثابة رأس الحربة في جهود الأمريكيين في تصنيف واختيار الرجال للمهام المناسبة. ويعتقد سكوت أن الاختبارات ما هي إلا أداة وليست مؤشرًا كاملاً على القدرة. فقد ابتكر أسلوب إعداد لمحة عن حياة الرجال التي يمكن أن تشمل صفات، مثل الصفات الشخصية، والسيكولوجية، والقيادة والقيم العامة بالنسبة للخدمة. وعندما تم توقيع الهدنة كان قد تم تصنيف ومعاينة أكثر من 3.000.000 رجل. وكان ذلك أكبر عمل شئون توظيف تم إجراؤه في ذلك الوقت. وقد استعين بخبرة سكوت خلال الحرب كأساس لعمله مع الجيش في مجال إدارة شئون التوظيف. وقد تركز هذا العمل على ستة مبادئ هي:

  • التوظيف.
  • الفوارق الإنسانية.
  • متطلبات وظيفة أساسية.
  • التنظيم.
  • اقتصاد شئون التوظيف.
  • المعنويات.

عمل سكوت مع الجيش حتى عام 1919م. وكان في ذلك الوقت قد تدرج في الرتب حتى وصل إلى رتبة كولونيل، وحصل على ميدالية الشرف للخدمة نظير خدمته للوطن. واستخدمت خطة سكوت التي وضعها عام 1917م مرة ثانية في الحرب العالمية الثانية مع تغييرات طفيفة.

واستطاع أن يجمع في عام 1919م مجموعة من الرجال كانوا زملاءه في الجيش. وكون شركة سكوت، وكانت أول شركة مكونة من مستشارين سيكولوجيين في مجال التوظيف الصناعي. واستخدموا المعرفة التي اكتسبوها في الجيش فيما يتعلق بعالم إدارة الأعمال. وكان عملهم يشمل إدارة شئون التوظيف، واستخدموا بحثًا منظمًا وحلولاً خاصة لإشباع احتياجات أي عميل. وجمعت كل خبراتهم وفلسفتهم في الكتاب التعليمي: إدارة شئون الموظفين. ومرة أخرى أكدت فلسفة سكوت أهمية تحديد هوية العاملين وموقف أصحاب العمل تجاه العاملين. وسمي ذلك المفهوم الإنساني للعمل، ويبين هذا الموقف أن للعاملين حقوقًا مؤكدة غير قابلة للتحويل، وأن الصناعة ليس لها واجب الاعتراف بمثل هذه الحقوق فحسب، بل لها التزام أخلاقي لتشجيع ومساعدة العامل لتكوين حياته بقدر الإمكان.

وبإيجاز، فمن الواضح أن سكوت قد رأى تحديًا في استخدام معملــه ومعرفتـه للحصول على نتائج اجتماعية. وباعتباره متخصصًا في علم النفس الصناعي، فإن سكوت يٌعدَّ عالمًا مهمًا في مجالات الإعلان وإدارة شئون الموظفين. ويستخدم اليوم الكثير من مفاهيمه في إدارات شئون الموظفين، وأصبحت أفكاره المتعلقة بعوامل أخرى غير تلك التي تتعلق بالمال مهمة جدًا للحوافز والإنتاجية، وقد تم التوسع فيها منذ ذلك الحين. ولاتزال أفكاره عن تصنيف الجدارة من الأدوات الأساسية لإدارة الأعمال إلى اليوم.

انتٌقِد سكوت من قِبَل بعض رجال الأعمال، إذ كان متحررًا جدًا في معتقداته، ومن قِبَل بعض علماء النفس، لأنه لم يكن أكاديميًا في تفكيره بما فيه الكفاية. وكانت هذه الانتقادات قليلة، ويعتبر سكوت أن لديه قدرة عالية في دمج علم النفس وإدارة الأعمال بأسلوب إيجابي تعاوني، وكان ذلك أعظم إنجاز حققه.

مسرد لأهم أعماله:

  1. Scott, Walter Dill, The Theory and Practice of Advertising; Boston Mahan’s Magazine (1903).
  2. Scott, Walter Dill Influencing Men in Business, New York: Ronald Press Co. 1921.
  3. Scott, Walter Dill and Hayes, M. H. S.; Science and Common Sense in Working with Men; New York: Ronald Press Co., 1921.
  4. Scott, Walter Dill and Robert C. Clothier, Personnel Management (Chicago And New York: A. W. Shaw Co., 1923).

المراجع:

  • Claude. George. The History of Management Thought. Englewood Cliffs, New Jersey: Prentice-Hall, Inc. 1972.
  • Heyel, Carl. The Encyclopedia of Management, second edition, Van Nosstand Reinhold Co., NY, Litton Educational Publishing, Inc.1973.
  • Lynch, Edmund C. Walter Dill Scott: Pioneer in Personnel Management. Business History Review, Vol. 42, No. 2 (Summer 1968).

المصدر:

د. إبراهيم علي ملحم (2008)، علماء الإدارة وروادها في العالم: سير ذاتية وإسهامات علمية وعملية، (القاهرة: المنظمة العربية للتنمية الإدارية).

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on email

أحدث​ المقالات

الشلل الرقمي وتأثيره عالمياً

أصبحت التكنولوجيا الرقمية وما يرتبط بها من وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية والمواقع الإلكترونية جزءاً هاماً من حياتنا اليومية ولا يمكن الاستغناء عنها، فجميعنا يتفقد

تفاصيل »

الذكاء الاصطناعي.. ثورة أم تهديد؟

يُعدُّ الذَّكاءُ الاصطناعيُّ، أداةً ثوريَّةً ستُحدِثُ تحوُّلًا هائلًا في كافَّةِ المجالاتِ، خاصَّةً الصناعةَ، فخلالِ السنواتِ القليلةِ المقبلةِ سيتغيَّرُ القطاعُ الصناعيُّ بشكلٍ جذريٍّ، وستحلُّ الربوتاتُ مكانَ

تفاصيل »