قيادة التجارة العالمية

منظمة التجارة العالمية هي منظمة عالمية أنشئت في عام 1995م ومقرها جنيف في سويسرا، وهي واحدة من أصغر المنظمات العالمية عمرًا، وتم تأسيسها على خلفية الاتفاقيات العامة للتعريفات والتجارة (الجات)، والتي أنشئت أعقاب الحرب العالمية الثانية، وكانت مهمتها الأساسية هي ضمان انسياب التجارة بأكثر قدر من السلاسة واليسر والحرية، وهي المنظمة العالمية الوحيدة المختصة بالقوانين الدولية المعنية بالتجارة ما بين الأمم، وتضم المنظمة 152 عضوًا حول العالم وتهدف إلى إقامة عالم اقتصادي يسوده الرخاء والسلام والثقة والضمان، إضافة إلى العمل على رفع مستوى المعيشة والارتقاء بمستويات الدخل القومي للدول الأعضاء.

قبل نحو شهرين أعلن المدير العام للمنظمة البرازيلي روبرتو أزيفيدو استقالته من منصبه بنهاية شهر أغسطس المقبل -أي قبل عام من انتهاء ولايته الثانية- وذلك لأسباب شخصية وعائلية في وقت يعاني الاقتصاد العالمي من ركود هو الأكبر منذ الكساد الكبير في الثلاثينيات من القرن الماضي، كما تعاني المنظمة نفسها من احتدام النزاعات التجارية وبعد شغور هذا المنصب تقدم ليخلف المدير السابق 8 مرشحين من عدد من دول العالم ومن ضمنهم معالي المستشار بالديوان الملكي الأستاذ محمد التويجري والذي يتمتع بسجل حافل من الخبرات والتجارب العملية فقد شغل العديد من المناصب القيادية التي أهلته للترشح لهذا المنصب بكفاءة واقتدار من أهمها منصب وزير الاقتصاد والتخطيط إلى جانب عضويته في مجلس الوزراء ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية وتوليه أمانة اللجنة المالية في الديوان الملكي.

معالي المستشار محمد التويجري أكد في مؤتمر صحفي جاء بعد تقديم ترشيحه لأعضاء المجلس العام الذي يضم جميع الدول الأعضاء أهمية إجراء إصلاحات جذرية للمنظمة خاصة وأنها انحرفت عن مسارها الذي وضعت له مشددًا على ضرورة الخروج من الصندوق لمعالجة النظام البنيوي للمنظمة، كما أكد أن المنظمة أسست قبل 25 عامًا في ظل أسس وظروف معينة وكانت هناك نجاحات في الماضي لكن العالم تغير جوهريًا في العقد الأخير خاصة في الأعوام القليلة الماضية وحلت ظروف تجارية جديدة تستدعي إجراءات جديدة وذلك في ظل حالة الركود الموجودة حاليًا في المنظمة فالإصلاح الآن ليس خيارًا بل ضرورة أكثر من أي وقت مضى وخصوصًا في مجالات المفاوضات وحل النزاعات والمراقبة مشيرًا إلى أن العالم يمر بتغييرات كبيرة أثرت في التجارة العالمية.

قيادة مرشح المملكة معالي المستشار محمد التويجري لهذه المنظمة العالمية في هذا الوقت الذي يواجه فيه الاقتصاد العالمي العديد من التحديات يأتي امتدادًا لدور المملكة في تفعيل التعاون الدولي خصوصًا في ظل رئاستها حاليًا لقمة العشرين مما سيساهم في دعم جهود إعادة صياغة إستراتيجية الدول الأعضاء في المنظمة وتعزيز دور التجارة الدولية لدفع النمو والانفتاح الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة.

إبراهيم محمد باداود

صحيفة المدينة – 19 يوليو 2020

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on email

أحدث​ المقالات

الشلل الرقمي وتأثيره عالمياً

أصبحت التكنولوجيا الرقمية وما يرتبط بها من وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية والمواقع الإلكترونية جزءاً هاماً من حياتنا اليومية ولا يمكن الاستغناء عنها، فجميعنا يتفقد

تفاصيل »

الذكاء الاصطناعي.. ثورة أم تهديد؟

يُعدُّ الذَّكاءُ الاصطناعيُّ، أداةً ثوريَّةً ستُحدِثُ تحوُّلًا هائلًا في كافَّةِ المجالاتِ، خاصَّةً الصناعةَ، فخلالِ السنواتِ القليلةِ المقبلةِ سيتغيَّرُ القطاعُ الصناعيُّ بشكلٍ جذريٍّ، وستحلُّ الربوتاتُ مكانَ

تفاصيل »