5 خطوات للتحوُّل إلى رائد عمل

أعكف حالياً على كتابة دليل لرواد الأعمال، لا أعلم حتى الآن إن كنت سأقدمه ككتاب أو لعبة أو تطبيق أو أي شكل آخر! فهذا أمر نقرره بعد إجراء المزيد من الأبحاث والاختبارات في السوق. فقد تكشفت حاجة ملحة في السوق لرواد الأعمال وأصحاب الأفكار والموظفين الراغبين في زيادة إيرادهم أو تغيير حياتهم المهنية للإجابة على سؤالين هما: كيف أبدأ؟ وكيف أصمم خريطة طريقي للنجاح؟ لقد أفنيت عشرين عاماً أبحث عن إجابة لهذين السؤالين متبعة شتى السبل للوصول إلى إجابة، اتجهت أولاً إلى الجانب الأكاديمي من الموضوع فدرست ماجستير الإدارة العامة والاستراتيجية وركزت على بحث دكتوراه متخصص في ريادة الأعمال، ومن الناحية العملية أنشأت عدة مشاريع؛ بعضها فشل وبعضها تخارجت منه رابحة، وبعضها لا يزال ينمو ويزدهر، خلال تلك المسيرة لم أترك جانب التطور في مجال ريادة الأعمال، فانتسبت إلى برامج متخصصة في ريادة الأعمال من جامعات عريقة كبابسون وهارفارد وإم آي تي وستانفورد وغيرها، كما حضرت برامج متخصصة مع منظري ريادة الأعمال وأصحاب مشاريع وصلت إلى العالمية، وبعد الرحلة الطويلة في ريادة الأعمال بين النظرية والتطبيق وصلت إلى أمر بسيط للغاية! استثمر بذاتك! لتنجح في أي عمل كان تحتاج إلى ثلاثة أشياء: معرفة وأدوات ومهارة في استخدام الأدوات، ثم أنت تصنع قصة نجاحك بنفسك، تشكّلها بما يتناسب مع رؤيتك وشخصيتك وجمهورك ومواردك وبيئتك وأهدافك. إن أفضل أنواع الاستثمار هو ما يجعلك أقدر على اتخاذ خيارات أفضل، والتعلم من تجاربك لتعكسها على لوحة حياتك التي ترغب في أن تعيشها، لا تلك الحياة التي رسمها لك الآخرون من خلال برمجتك في البيت أو المدرسة أو المجتمع. ليست الفكرة الإبداعية ما يجعلك رائد عمل، ولا مجموعة الصفات الموروثة في حمضك النووي، ولا الحظ بالتأكيد! إن ما يجعلك رائد عمل هو وعي جديد بالريادة يتشكل عبر إدراك عدة محاور على الشكل التالي: تهيئة عقلية 1- رائد العمل ريادة الأعمال هي فكر وعمل، تتطلب عقلية منفتحة مرنة قابلة للتطور، ومعرفة بكيفية تصميم نماذج العمل واختبارها وتطويرها، فإذا كنت في رحلة للبحث عن كنز فلا بد من معرفة كيفية إيجاده، وامتلاك أدوات البحث، وتطوير سبله، وتكوين خرائط الوصول وتجديدها بناء على الواقع. من الأهمية بمكان أن تتخلص من كل الأفكار الخاطئة التي تعيق تقدمك، وأن تؤمن بضرورة التعلم من التجارب، والتحول عن مسارك لطريق أفضل إن لم يثبت جدوى ما تفعل. 2- وضع الفرضيات الأساسية للمشروع الفكرة عبارة عن مجموعة من الفرضيات يتم تصميمها بناء على حاجة أو رغبة موجودة في السوق لمنتج أو خدمة معينة، تلك الفرضيات لا بد أن توضع بعد ملاحظة متعمقة في حاجات شرائح العملاء المستهدفة وتواصل تفاعلي معهم لفهم أولوياتهم وتصميم ما يناسبهم. 3- اختبار نموذج العمل وتعديله بعد وضع الفرضيات الخاصة بماهية العملاء الذين يخدمهم النموذج، وما هي القيم المهمة بالنسبة إليهم، وكيفية توصيل تلك القيم إليهم، والإيراد المتوقع من ذلك، وما هي الموارد التي نحتاج إليها لبناء المشروع وما هي الأعمال التي سنقوم بها ليعمل النموذج ومن سيساعدنا في بنائه وكم سيكلف المشروع، نحتاج إلى إجراء عدد من الاختبارات لنتأكد من صلاحية هذا النموذج الأولي المصمم بأقل تكلفة وجدواه وربحيته. 4- إطلاق النماذج الأولية تجربة النموذج الأولي في السوق الحقيقي هي جزء من عملية اختبار المشروع، وإطلاقه لا يعني أن عملية تطوير نموذج العمل قد انتهت، بل يعني فتح باب التحسينات الناتجة من ردود أفعال العملاء وتفاعلهم مع المنتج أو الخدمة المقدمة. 5- تطوير النموذج بما يتوافق مع السياقات الجديدة يستمر تعديل النموذج كلما تغير عنصر في البيئة الداخلية أو الخارجية للمشروع، أو كلما تغيرت أنماط السوق واتجاهاته، أو ظهرت تقنيات جديدة، أو تغيرت الظروف القانونية أو السياسية أو الاقتصادية، أو ظهرت شرائح أو موارد أو فرص جديدة. Volume 0% أن تكون رائد عمل يعني أن يكون حضورك في الحياة واعياً بمعناها، وأن تقدم للإنسانية شيئاً ذا قيمة لو كان بسيطاً، وأن تعيش التجربة بدهشة طفل يكتشف العالم ويتعلم وينمو، وهذا أبسط تعريف وجدته عن الريادة.

إيمان الموسوي – مستشارة ريادة الأعمال وابتكار نماذج العمل

القبس الإلكتروني – 12 يوليو 2020

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on email

أحدث​ المقالات

الشلل الرقمي وتأثيره عالمياً

أصبحت التكنولوجيا الرقمية وما يرتبط بها من وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية والمواقع الإلكترونية جزءاً هاماً من حياتنا اليومية ولا يمكن الاستغناء عنها، فجميعنا يتفقد

تفاصيل »

الذكاء الاصطناعي.. ثورة أم تهديد؟

يُعدُّ الذَّكاءُ الاصطناعيُّ، أداةً ثوريَّةً ستُحدِثُ تحوُّلًا هائلًا في كافَّةِ المجالاتِ، خاصَّةً الصناعةَ، فخلالِ السنواتِ القليلةِ المقبلةِ سيتغيَّرُ القطاعُ الصناعيُّ بشكلٍ جذريٍّ، وستحلُّ الربوتاتُ مكانَ

تفاصيل »