ليندل أورويك

Lyndall Urwick

سيرته الذاتية:

أورويك، ليندل كاتب ومفكر إنجليزي، عمل ضابطًا في الجيش البريطاني (سبع سنوات)، وبيروقراطيًا (سبع سنوات، خمس منها مديرًا لمعهد الإدارة العالمي في جنيف)، ومديرًا تنفيذيًا في إدارة الأعمال (ثماني سنوات في تصنيع القفازات والحلويات)، ومهندسًا صناعيًا واستشاريًا (تسع وعشرين سنة مؤسسًا ورئيسًا لأورويك اور وشركاؤه المحدودة). ود. أورويك الذي تضمن تفوقه عضوية في مرتبة الإمبراطورية البريطانيـة (O.B.E.) عاش بقية حياته متقاعدًا في أستراليا. وكان أفضل مجال عرف فيه في دوائر الإدارة العامة هو معاونته للوثر غوليك في تحريرPapers on the Science of Administration, 1937 في عام 1937م. وأسهم أورويك بمقالين مهمين في المجموعة: “Organization as a Technical Problem” و”The Function of Administration”. وفصل أورويك في هذين المقالين ما كان يؤمن به دوايت والدو بوصفه – ربما يكون – أكثر النماذج انتشارًا وأهمها في دراسة الإدارة الأمريكية في القرن العشرين ” Machine Model”.

إن تحقيق الفعالية في الإدارة تم تصوره من قبل أورويك بوصفه مناظرًا لتحقيق الفعالية في أداء الآلة. ولا بد من وجود رسوم بيانية ومخططات لتصميم المنظمة، ويجب تعديل الأجزاء مع بعضها البعض بشكل مناسب، ويجب تقليل الاحتكاك، ويجب تجنب فقدان السلطة. والتنظيم وفقًا لأورويك هو وضع الخطط وتكليف العاملين بتطبيقها. ويجب أن يكلف الأفراد على أساس موضوعي، بغض النظر عن نطاق عمل صاحب المنصب. ويجب بذل الجهود لفسح المجال لإدخال الناس في البنية التنظيمية وإجبارهم على التوافق مع المنظمة، وليس تعديلها لتتلاءم معهم. وقد انتقد أورويك صفة مجلس الإدارة واللجان البطيئة والثقيلة، منبهًا إلى أن الإدارات الحكومية الجيدة تدار من قبل فرد واحد. وهو يؤمن بأنه نظرًا لمحدودية المدى الزمني لانتباه الإنسان، فإنه لا يوجد مشرف بإمكانه توجيه أنشطة أكثر من خمسة أو ستة مرءوسين بشكل ملائم. ويعتقد لوثر غوليك زميل أورويك أن العدد الأمثل للمرءوسين يصعب تحديده بدقة، لكنه يكون محددًا على أية حال من خلال عوامل تتصل بالمعرفة والطاقة. وتعتبر كتابة أورويك متماسكة من خلال الفكرة الرئيسة من الفعالية، والتي يعتقد أنها يجب تحقيقها بواسطة تخصص المهمة وبواسطة تنظيم العلاقات الرسمية بين الوظائف وموظف الخط الأول (المنفذين) ومديري شئون الموظفين. ويكون الموظفون (العاملون) وإدارة الخط بما في ذلك المدير العام، ومدير القسم وكبير العمال – مسئولين عن الإنتاج. ولا يتعامل مدير العمل مع المنتج أو الخدمة فحسب، بل مع المهمة، مثل إعداد الميزانية والتخطيط. أما مديرو شئون الموظفين فليس لهم اتصال مباشر ولا مسئوليات عملية، لكنهم يكونون مسئولين عن التخطيط الكلي، والتنسيق ووضع السياسات. ويجب أن يتم تنظيم كل مكون من المنظمة وتزويده بأكثر المديرين فعالية، وهذا يزيد من وحدة المخرجات مقارنة بوحدة المدخلات.

مساهماته:

يمتاز أورويك ببساطة أعماله التي جعلها في متناول مدارك الجمهور. وكانت مقالته على سبيل المثال “The Function of Administration” هي عبارة عن شرح لعمل هنري فايول. واستمد الكثير أيضًا من أعمال فردريك تايلور ومن موني وريلي في عمله Onward Industry، والذي نشر في عام 1931م. ويجب عدم التقليل من إسهام أورويك، لكن لأن الكتابة في مجال الإدارة العلمية كانت حتى عام 1937م مجزئة بشكل كبير وتستدعي التكامل والتفسير، فقد ساعد أورويك في جعل آلاف من المديرين في القطاعين العام والخاص متآلفين، مع مبادئ كأهمية توافق العاملين مع بنية المنظمة، والحاجة لوحدة القيادة، واستخدام الموظفين العامين والمتخصصين، وعملية التقسيم إلى أقسام من خلال الهدف، والعملية، والأشخاص والمكان، وتفويض وتوازن السلطة والمسئولية، وتحديد نطاق الإشراف. وقد أثرت خبرة أورويك العسكرية على كتابته بشكل قوي. وإذا كانت العسكرية تتفق مع طريقة تنظيمه وروتينيته، فإنه توجد هناك عقبات في وضع أفكار أورويك موضع التطبيق في البيروقراطيات العامة والمنظمات الخاصة المعقدة. إن المنهج الرسمي العقلاني، والذي لا يختص فقط بأورويك، بل بفيبر، وتايلور، وفايول، وكذلك غوليك – يعاني من حالات النقص التالية كما أوجزها جيمس مارش وهيربرت سايمون:

  1. تعتبر فرضيات الحوافز التي تشكل الأساس للنظريات الرسمية ناقصة.
  2. هناك إدراك غير كاف لدور الصراع في داخل التنظيم للاهتمام بتعريف حدود السلوك التنظيمي.
  3. القيود الموضوعة على الإنسان – بقصوره – كنظام معالجة المعلومات معقدة ومنحت أهمية قليلة.
  4. ضعف الاهتمام بدور الإدراك في تحديد المهمة والقرار.
  5. لم يتم الاهتمام بظاهرة تفصيل البرنامج.

ويمكن أن تضاف لأوجه القصور بعض الملاحظات مثل: إهمال أورويك أي اعتبار لوجود دور ووضعية أو أداء النساء. وفي كلمة لروزبيت موس كانتور: أخلاق ذكورية يمكن تحديدها كجزء من الصورة البدائية للمديرين. وهذه الأخلاق الذكورية تزيد من السمات المفترضة على أنها تخص بعض الرجال مثل السمات المرغوبة بالنسبة للإدارة الفاعلة: طريقة عقلانية حازمة نحو المشكلات، وقدرات تحليلية للتجريد والتخطيط، وقدرة على فصل العواطف الشخصية عند الاهتمام بإنجاز المهمة، وتفوق إدراكى في حل المشكلة وصنع القرار. وهذه الخصائص مفترض أنها تختص بالمديرين الذين هم – من الناحية العملية في ذلك الوقت – من الرجال. لكن عندما تحاول النساء الدخول في مجال الأعمال الإدارية، تستخدم “الأخلاق الذكورية” كمبدأ إقصائى.

وبالرغم من عدم اكتمال أفكار أورويك، فقد استمرت على مر السنين، حيث إن لجان إعادة تنظيم الحكومة المتعاقبة دمجتها في أنظمة الحكومة الفيدرالية وحكومة الولاية والحكومة المحلية. وربما يعد الإسهام الأكثر أهمية الذي قدمه أورويك هو ترسيخ “لغة الإدارة”. ولم يبتكر أورويك وزملاؤه العلاقات التي يشار إليها بالموظفين المباشرين فحسب، بل قدموا المفاهيم التي أتاحت للمديرين وواضعي النظريات مناقشتها لعدة سنوات قادمة.

مسرد لأهم أعماله:

  1. Urwick, lyndall and Gulik, Luther, eds., Papers on the Science of Administration. New York: Augustus M. Publishers, 1937.
  2. Urwick, lyndall., The Elements of Administration. New York: Harper and Brothers, 1943.

المراجع:

  • Chandler Ralph C. and Plano Jack C. The Public Administration Dictionary, John Wiley & Sons, N Y, 1982.
  • Fesler James W. American Public Administration: Pattern of the Past. ASPA. Washington D. C. 1982.
  • McCurdy Howard E. Public Administration: A Bibliographic Guide to the Literature, Marcel Dekker, Inc. N Y. 1985.
  • Wren Daniel A., The Evolution of Management Thought, John Wiley & Sons, Inc., 1979.

المصدر:

د. إبراهيم علي ملحم (2008)، علماء الإدارة وروادها في العالم: سير ذاتية وإسهامات علمية وعملية، (القاهرة: المنظمة العربية للتنمية الإدارية).

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on email

أحدث​ المقالات

الشلل الرقمي وتأثيره عالمياً

أصبحت التكنولوجيا الرقمية وما يرتبط بها من وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية والمواقع الإلكترونية جزءاً هاماً من حياتنا اليومية ولا يمكن الاستغناء عنها، فجميعنا يتفقد

تفاصيل »

الذكاء الاصطناعي.. ثورة أم تهديد؟

يُعدُّ الذَّكاءُ الاصطناعيُّ، أداةً ثوريَّةً ستُحدِثُ تحوُّلًا هائلًا في كافَّةِ المجالاتِ، خاصَّةً الصناعةَ، فخلالِ السنواتِ القليلةِ المقبلةِ سيتغيَّرُ القطاعُ الصناعيُّ بشكلٍ جذريٍّ، وستحلُّ الربوتاتُ مكانَ

تفاصيل »