هذه الأطروحةُ سعتْ إلى تحديدِ دورِ النظمِ الآنيةِ Just In Time(JIT) في تحقيقِ ودعمِ الميزةِ التنافسيةِ في شركاتِ قطاعِ الأعمالِ العامِ بصفةٍ عامةٍ وفي الشركاتِ التابعةِ للشركةِ القابضةِ للصناعاتِ المعدنيةِ “الحالةَ الدراسيَّةَ” على وجهِ الخصوصِ، بالإضافةِ إلى استخلاصِ الدروسِ المستفادةِ منْ تَجَارِبِ الشركاتِ الأجنبيةِ الرائدةِ في تطبيقِ هذهِ النظمِ في الصناعةِ والخدماتِ، فضلًا عنْ ذلكَ تحديدُ المشكلاتِ والمعوقاتِ التي تواجهُ التطبيقَ الفعَّالَ والشاملَ لعناصرِ هذهِ النظمِ وتحديدُ متطلباتِ وخطواتِ التطبيقِ.
يحتلُ موضوعُ الدراسةِ أهميةً خاصةً منَ الناحيتينِ العلميةِ والعمليةِ معًا:
فمنَ الناحيةِ العلميةِ تنبعُ أهميةُ هذهِ الأطروحةِ على أنها منْ الأطروحاتِ القليلةِ التي تناولتْ دورَ النظمِ الآنيةِ (JIT) في تحقيقِ ودعمِ المزايا التنافسيةِ؛ فأغلبُ الدراساتِ لمْ تتناولْ تأثيرَ هذهِ النظمِ على كافةِ مجالاتِ المزايا التنافسية فأغلبُها ركَّزتْ على عنصرٍ أو اثنينِ منْ عناصرِ الميزةِ التنافسيةِ فقطْ، بالإضافةِ إلى أنها من الرسائلِ النادرةِ نسبيًّا التي قامتْ بعرضِ وتحليلِ العديدِ منَ الَّتجَارِبِ والممارساتِ الأجنبيةِ التي تناولتْ تطبيقَ هذهِ النظمِ في الصناعةِ والخدماتِ معًا، فضلا عنْ إنَّ الأطروحةَ قامتْ بتحليلِ معظمِ وجهاتِ النظرِ المختلفةِ سواءً في المراجعِ العربيةِ أوِ الأجنبيةِ التي تناولتْ مشكلاتِ ومتطلباتِ التطبيقِ والطرقَ المثلى لتطبيقِ هذهِ النظمِ، ومنْ ثمَّ فهي إسهامٌ متواضعٌ في عمليةِ التراكمِ العلميِّ يضافُ إلى المكتبةِ العربيةِ. أمَّا مِنَ الناحيةِ العمليةِ فإنَّ تطبيقَالنظمِ الآنيةِ (JIT) تدعمُ المنظماتِ كافةً على اختلافِ أنواعِها، سواءً كانتْ صناعيةً أم خدميةً وذلكَ بما تحقّقه منْ وفوراتٍ، وإزالةَ الهدرِ بأشكالِه كافةً وتدعمُ المزايا التنافسيَّةَ، فتطبيقُ هذهِ النظمِ في شركاتِ قطاعِ الأعمالِ العامِ والقطاعِ العامِ بصفةٍ عامةٍ، وتعميقُ التطبيقِ في الشركاتِ محلِّ الدراسةِ قد يساعدُهم في التغلبِ على التحدياتِ والمشاكلِ التي تواجهُهم في ظلِّ المنافسةِ الشديدةِ التي يتعرضونَ لها، وخاصةً بعدَ أنْ ثبتَتْ فعاليةُ هذهِ النظمِ في الدولِ التي طبقتها.
محمدُ علي عبدِ الوهَّابِ معوضٍ
جامعة القاهرة – 2017