الملخص:
شكل انتهاء الحرب الباردة وانهيار المعسكر الاشتراكي، منعطفًا كبيرًا بالنسبة للمجتمع الدولي، إذ سيفتح هذا الوضع الجديد، الباب على مصراعيه أمام الانتشار السريع للمبادئ الليبرالية سواء الاقتصادية منها أو السياسية، وستصبح الديمقراطية مطلبا ملحا لدى شعوب ودول المنظومة الاشتراكية سابقا، وكذا بالنسبة لباقي شعوب الدول النامية سواء بآسيا أو أمريكا اللاتينية أو أفريقيا.
إذ ستعرف العديد من البلدان مطالب متزايدة، تصبو إلى الانتقال نحو الديمقراطية عبر التغيير وإصلاح بنياتها السياسية والمؤسساتية والقانونية، داخل سيرورة تاريخية تتميز بتحول السلطة السياسية من نمط التدبير السلطوي، ووفق نهج سلمي وتدريجي، يصبو الى بناء تجربة سياسية جديدة تعتمد منظومة حكم اكثر ديمقراطية، حتى تتمكن هذه الدول من مواكبة ومسايرة ركب العولمة السياسية والاقتصادية وتحقيق الاندماج الدولي والانخراط في العديد من المنظمات الدولية والإقليمية، فقد شكل فضاء ما بعد الحرب الباردة فرصة للشعوب من أجل اختيار نوعية أنظمتها السياسية، بعيدا عن قبضة الأنظمة التسلطية والكليانية أوأنظمة الحزب الواحد.
محمد المصطفى بن الحاج
جامعة الحسن الأول – 2018