ترقية الموظف لوظيفة أعلى قد تعني تقدير له ولجهده وما بذله من عمل أو قد تعني تحفيزه لبذل المزيد من عمل في منصب يتلاءم مع قدراته ومهاراته، كما قد تعني رفع مستوى الثقة فيه وفي عطاءه وفي نفس الوقت تقديم المزيد من المسؤوليات له وتوسيع نطاق الإشراف الخاص به ومنحه المزيد من الصلاحيات لإتخاذ بعض القرارات الهامة وتحمل مسؤوليتها وفي كثير من الأحيان قد يصاحب ذلك كله تغيير في مسمى الوظيفة وقد تكون هناك زيادة في الدخل المادي وبعض الإمتيازات الأخرى.
من تعريفات الترقية العلمية “نقل الموظف من وظيفته الحالية إلى وظيفة أخرى في مستوى تنظيمي أعلى ضمن مراتب سلم رواتب الموظفين العام بحيث يتحمل شاغلها واجبات ومسؤوليات أكبر ويتمتع بما يقابل من مزايا مادية وأدبية” وقد تكون الترقية في إسناد وظيفة جديدة للموظف تكون ذات مستوى وظيفي أعلى من وضعه الذي هو فيه من حيث المسؤوليات والواجبات والصلاحيات في حين يرى بعض الموظفين الذين يبحثون عن الترقية أن مفهوم الترقية مختلف فالترقية ينحصر معناها بالنسبة لهم في زيادة الدخل المادي فقط وفي بعض الشكليات الأخرى مثل زيادة مساحة المكتب الخاص بهم أو تغيير المسمى الوظيفي لهم بل أحيانًا قد يكون مفهوم الترقية بالنسبة لهم يتضمن توفير امتيازات كوجود موقف خاص للسيارة أو سكرتارية أو حتى دورة مياه خاصة.
من مشاكل بعض الترقيات أنها تكون (شكلية) أي أن الموظف قد تمنحه الإدارة الترقية التي يبحث عنها ويطالب بها ولكن تبقى مسؤولياته وصلاحياته كما هي بل قد تنقص في بعض الأحيان وقد يكون هذا الأمر بالنسبة للبعض لا يمثل فارقًا كبيرًا إذا ما ضمن توفر الزيادة في الدخل المادي المرتبطة بالترقية وأمثال هؤلاء لا يعرفون بأنهم وضعوا أنفسهم في موقف حرج للغاية فالكل ينتظر منهم الإنجاز ويعتقد بأن تلك الترقية ستساهم في تطوير العمل وزيادة الإنتاجية وإنهاء المعاملات بيسر وسهولة في حين أنهم لا يملكون من أمرهم شيء ولا يستطيعون أن يطوروا أو يحسنوا في شيء.
هناك أنواع من الموظفين لا يهمهم شيء إلا الحصول على الترقية مهما كانت وبأي شكل كان وحتى لو كانت مفرغة من مضمونها الحقيقي أو كانت شكلية أو كانت بلا مسؤوليات أو صلاحيات وأنحصرت في المسميات فهو لا يستطيع أن يعتمد أي قرار ولا يملك أي سلطة ولا يمكنه وضع أي حل أو تقديم أي رأي ولا تؤخذ مشورته فأمثال هؤلاء بحثوا عن الترقية فقط ولم يبحثوا عن ذواتهم وما يمكن أن يقدموه للجهات التي يعملوا فيها، وقد تساهم مثل تلك الترقيات الشكلية في أن تفتح أبواب الفساد والطرق الملتوية وبدلاً من أن تكون الترقية مصدرًا للخير والبركة تكون وبالاً ومصدرًا للشر.
