منذ ايام تداولت وسائل التواصل الاجتماعي خبرا مفاده، ان احدى السفارات الأوروبية تعاقدت مع مئات الأطباء والممرضين البدون للعمل في بلادها، فقامت الدنيا ولم تقعد، كيف ولماذا واين وزارة الصحة من التعاقد معهم؟ منهم من خوّن هذه الفئة ومنهم من أعطاها بعض المبررات. وزارة الصحة بدورها تقول انها جاهزة شريطة ان تقوم هذه المجموعة باستيفاء الاشتراطات الإدارية، وهنا مربط الفرس. لان هذه الاشتراطات تتطلب موافقة اللجنة المركزية للبدون، وقصة البطاقة الامنية التي اذلوا خلق الله بها لدرجة انها اخرجت بعض المرضى من غرف العمليات وحرمت أطفالا بسن السادسة والسابعة من التعليم، كما انها حرمت خريجي ثانوية عامة من دخول الجامعة والتطبيقي مع ان نسبتهم المئوية فاقت التسعين، وهي لجنة بتقديري الشخصي أسست للضغط على البدون لكي تجعلهم يغادرون البلد، او تضطرهم لاستخراج جوازات اجنبية كي تخرجهم من مصطلح المقيمين بصورة غير قانونية، معتبرة ذلك إنجاز المئة مليون دينار. الان بعيداً عن الضعف الحكومي في مواجهة الجهاز وعدم القدرة على إصدار تعليمات واضحة بهذا الخصوص وبعيداً عن الارادة الحقيقية لمجلس الامة في حل القضية، يطرح السؤال: ما المنطق في استجلاب مئات من الأطقم الطبية من كوبا وبنغلادش وعدم تعيين هؤلاء مع ان الدولة هي من علمتهم في مدارسها؟! فلنكن واضحين، نحن لا نتحدث عن تجنيس، بل نتحدث عن تعيين الأطباء والممرضين وذوي الاختصاصات المهمة، كما نتحدث عن التعليم والطبابة في بلد الانسانية. فهل وصلت الرسالة؟.. امل ذلك.
قيس الأسطى
القبس الإلكتروني – 29 يونيو 2020