الالتزام الوظيفي

كيف يمكن في أي منظمة توقع الإخلاص، ورفع الروح المعنوية في ظروف تغيير محبطة للموظفين؟ وهل من الواقعية انتظار الالتزام الوظيفي من الموظفين في ظل هذه الظروف؟

يطرح هذه الأسئلة ويجيب عليها المستشار الإداري برايس بريتشت من خلال كتيب صغير عبارة عن دليل للمديرين في هذا الموضوع. هو يعتقد أن الأداء هو مصدر الراتب وليس الإخلاص أو الروح المعنوية ولذلك ينصح المديرين بأن يكون الالتزام الوظيفي هو الهدف الذي يسعون إليه.

من وجهة نظري أعتقد أن الالتزام الوظيفي هو نتاج الإخلاص والروح المعنوية العالية وهو في نهاية المطاف يقود إلى الأداء المتميز. يكون السؤال في هذه الحالة: كيف نصل إلى الإخلاص والروح المعنوية العالية للموظفين حتى نصل إلى الالتزام الوظيفي والأداء المطلوب؟ لا أدري كيف نحصل من الموظف على أداء جيد إذا كان غير مخلص وروحه المعنوية منخفضة. الآلة يمكن أن تفعل هذا الشيء، ولكن حتى الآلة يقف وراءها إنسان.

الالتزام الوظيفي معادلة تتكون عناصرها من الانتماء والولاء (الإخلاص) والروح المعنوية العالية، لتكون النتيجة الحصول على الأداء المطلوب.

هذه المعادلة فيها شيء من المنطق سواء في القطاع العام أو الخاص. الالتزام الوظيفي يمكن ملاحظته في سلوك الموظف، الرقابة الذاتية، التعامل مع العملاء باحترام، الإخلاص وكأن المنظمة التي يعمل فيها ملك له، الشعور بالانتماء. قد تكون هذه الصفات هي أخلاقيات الموظف وسمات شخصيته قبل أن يلتحق بالوظيفة، هذا صحيح ولكن هل يستمر ملتزماً ومنتجاً ومشاركاً ومخلصاً وصاحب أداء متميز بنفس المستوى إذا كانت المنظمة لا تتفاعل معه بنفس القوة لتحقيق الرضا الوظيفي الذي يخدم الطرفين؟ حتى الموظف الذي لا يملك تلك الصفات تستطيع المنظمة أن تنمي فيه الروح الإيجابية بالثقة والتدريب والمشاركة والإثراء الوظيفي.

دور المدير في وصول الموظف إلى مستوى الالتزام الوظيفي هو دور القدوة، هو الذي يمثل ثقافة المنظمة وبيئتها وأنظمتها وهو الذي يستطيع التأثير في سلوك وأداء الموظف إما بالسلب أو الإيجاب. وهذا يفسر لنا أحياناً وجود تفاوت في الالتزام والأداء بين إدارة وأخرى في نفس المنظمة.

أعتقد أن الإجابة على سؤال المقال المطروح في المقدمة هو أن المنظمة الملتزمة مع موظفيها من خلال بيئة عمل إيجابية، ومديرين ملتزمين، سيتوفر لديها موظفون ملتزمون يعملون بكل إخلاص ويشعرون بالانتماء ويمارسون الولاء وما ينتج عن كل ذلك من أداء متميز يخدم أهداف المنظمة والأفراد.

محمد القبلان.

صحيفة الرياض – 15 يونيو 2020

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on email

أحدث​ المقالات

الشلل الرقمي وتأثيره عالمياً

أصبحت التكنولوجيا الرقمية وما يرتبط بها من وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية والمواقع الإلكترونية جزءاً هاماً من حياتنا اليومية ولا يمكن الاستغناء عنها، فجميعنا يتفقد

تفاصيل »

الذكاء الاصطناعي.. ثورة أم تهديد؟

يُعدُّ الذَّكاءُ الاصطناعيُّ، أداةً ثوريَّةً ستُحدِثُ تحوُّلًا هائلًا في كافَّةِ المجالاتِ، خاصَّةً الصناعةَ، فخلالِ السنواتِ القليلةِ المقبلةِ سيتغيَّرُ القطاعُ الصناعيُّ بشكلٍ جذريٍّ، وستحلُّ الربوتاتُ مكانَ

تفاصيل »