كيف سيكون الاقتصاد العالمي بعد الوباء؟

عادة، يكون من المنطقي زيادة التعرض للقطاعات والشركات الدورية في وقت مبكر من الدورة الاقتصادية من أجل التمتع بالتعافي في المستقبل، ومع ذلك قد لا تنطبق القواعد القديمة في عصر الاضطراب وقد تجلب حتى خيبة الأمل.هذه المرة، قد يكون المستثمرون أفضل حالاً بجعل الأموال تتبع الإجراءات التي تطبقها الحكومات لإنعاش اقتصاداتهم. وقد لا يساعد التركيز على هذه السياسات في تحديد الفائزين المحتملين فحسب ولكن أيضًا الخاسرين، بالنظر إلى الطبيعة الضارة لبعض الإجراءات المالية الصارمة التي شهدتها الأشهر الأربعة الماضية.على الرغم من كونها فريدة ومحددة لكل بلد أو منطقة، إلا أن التحركات السياسية التي تتم رؤيتها في أنحاء كثيرة من العالم لها قدر غير عادي من القواسم المشتركة مع دعم كبير يتكرر حول موضوعين عريضين: التعافي الأخضر والرقمي، هذا تغيير ذو مغزى من التوجه التقليدي الذي رأينه للتعافي من فترات الركود السابقة والخاص بتعزيز البنية التحتية.خطة انعاش اقتصاديفي 15 أيار الماضي اقترحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خطة إنعاش اقتصادي بقيمة 500 مليار يورو، وأشارا بوضوح: سيكون التعافي مختلفًا وصديقاً للبيئة.حتى الصين، التي اعتمدت على حملة البنية التحتية لدعم النمو خلال العقدين الماضيين، قالت إن التعافي لن يعتمد على الآلات، وقد صممت كوريا الجنوبية المعتمدة على التصدير، حزمة تحفيز تركز على الرقمنة وتقليص العولمة، والتي تحمي أيضًا الصحة العامة والبيئة.في ظل هذه الخلفية، تبدو السيارات والبطاريات الكهربائية وكذلك أجهزة الطاقة الشمسية مرشحاً رئيساً للإفادة من الدعم والإنفاق الحكومي.ويحدث هذا أيضًا في وقت أدى فيه التقدم والتكاليف التكنولوجية إلى تحويل هذه البدائل الخضراء إلى خيارات مستساغة بشكل متزايد، وليس فقط رفاهية الدول الغنية بالوعي البيئي أو امتياز الدول التي تهتم بالطاقة الشمسية.علاوة على ذلك، من المحتمل أيضًا أن تزيد الحكومات الضرائب على العمليات والعادات شديدة التلوث، حيث تحرص على أن تصبح صديقة للبيئة، ومن المحتمل أيضًا أن تزيد الحكومات الضرائب على العمليات والعادات شديدة التلوث، اذ تحرص على أن تصبح صديقة للبيئة.تغيرات هيكليةهناك العديد من التغييرات الهيكلية والسلوكية التي من المحتمل أن تنبثق من وباء كورونا، ولكن سيتم تعزيز ذلك أكثر بالجهود المستهدفة من قبل الحكومات لدعم قدرة اقتصاداتها على المنافسة في عالم رقمي متزايد في بناء جديد للبنية التحتية “حول “5G” و”واي فاي 6″ ومقدمي الخدمات السحابية ومراكز البيانات والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والمدنالذكية.من بين أمور أخرى، من المتوقع أنْ يؤدي هذا إلى زيادة الطلب على أشباه الموصلات – على سبيل المثال، الانتقال من شبكة “4G” إلى شبكة الجيل الخامس يزيد من أشباه الموصلات بنسبة 200 إلى300 بالمئة، وإضافة إلى البنية التحتية الرقمية، يتم تحفيز الشركات اقتصاديًا وسياسيًا لإعادة بعض الإنتاج إلى الوطن.ولكن لجعل هذه الخطوة في إعادة التوطين تستحق الجهد، ستحتاج الشركات إلى زيادة التحول الآلي لعملياتها في محاولة لخفضالتكاليف.التحول الآليفي الواقع، كان التحول الآلي واحداً من أهم الأولويات التي ذكرها عدد كبير من مسؤولي الشركات خلال المؤتمرات الهاتفية بعد موسم نتائج أعمال الربع الأول.من المتوقع أن يقفز الطلب على الروبوتات بشكل حاد خلال السنوات القادمة، حيث تتكشف هذه الاتجاهات، ومن المحتمل أن تلعب الروبوتات والتحول الآلي للعمليات المدعومة بالبنية التحتية الرقمية الجديدة دورًا كبيرًا مع تباطؤ تكامل الاقتصاد العالمي.وفي حين أن عدم اليقين بشأن الاتجاهات المتزامنة والتعافي الوشيك التالي للوباء لا يزال مرتفعا، فإن هناك يقيناً أن الانتعاش سيكون أكثر نظافة بيئياً ومدفوعاً رقمياً.

المصدر: أخبار العراق

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on email

أحدث​ المقالات

الشلل الرقمي وتأثيره عالمياً

أصبحت التكنولوجيا الرقمية وما يرتبط بها من وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية والمواقع الإلكترونية جزءاً هاماً من حياتنا اليومية ولا يمكن الاستغناء عنها، فجميعنا يتفقد

تفاصيل »

الذكاء الاصطناعي.. ثورة أم تهديد؟

يُعدُّ الذَّكاءُ الاصطناعيُّ، أداةً ثوريَّةً ستُحدِثُ تحوُّلًا هائلًا في كافَّةِ المجالاتِ، خاصَّةً الصناعةَ، فخلالِ السنواتِ القليلةِ المقبلةِ سيتغيَّرُ القطاعُ الصناعيُّ بشكلٍ جذريٍّ، وستحلُّ الربوتاتُ مكانَ

تفاصيل »