ملخص الدراسة:
إن من الحقائق الراسخة التي لا تدع مجالاً للشك أن المجتمع الدولي قد مر بفترات شهدت تطورات كثيرة أثرت فى مظاهر علاقات الدول أعضاء الأسرة الدولية بعضها مع البعض الآخر، وقد تغير على أثر هذه التطورات المجتمع الدولي تكويناً وتنظيماً، فتحول من مجتمعات بدائية متقطعة الأوصال يشتّتها مجموعة من العوامل منها البعد الجغرافي متضامناً مع صعوبة الإتصال والإنتقال، و يغشاها سوء الفهم وعقيدة العداء التي ورّثت النزاعات والحروب فيما بين هذه المجتمعات عقوداً طويلة، حيث كانت ثقافة الحرب هي السائدة ولغة العدوان هى المستخدمة، إلى أن تطورت هذه المجتمعات بفضل تقدم وسائل الإتصال وتيسير المواصلات وتعدد وسائل الإنتقال، فتفتقت الأذهان إلى ضرورة التعاون والتكاتف بدلاً من التصارع والتناحر، ثم تزايدت إحتياجات هذه المجتمعات إلى بعضها البعض إلى أن تحولت إلى مجتمع واحد يكمل بعضه بعضاً، وترتب على ذلك أن توطدت العلاقات الدولية وتشابكت المصالح المتشعبة في تطور بالغ امتد قروناً من الزمان، وأدى هذا التطور إلى نمو العلاقات الدولية وكرس التعاون والتفاهم بين أعضاء الجماعة الدولية، وتحول بذلك المجتمع الدولي من مجتمع فوضوي بدائي إلى مجتمع منظم متطور.
محمد علي محمد إبراهيم
جامعة المنوفية – 2018