قيادتنا وفن إدارة الأزمات

تاريخ الشعوب مليء بالأحداث ومنها الأزمات بكل أنواعها، فالأزمات ظاهرة ترافق سائر الأمم والشعوب في جميع مراحل النشوء والارتقاء والانحدار.

ودولتا -ولله الحمد- منحها المولى -عز وجل- موهبة فن إدارة الأزمات وتفتيتها والتميز الكبير في القدرة الفائقة على احتوائها ومحاصرتها في وقت قياسي يفقدها ضغطها فتتفتت وتذوب.

وللدولة ثروة بشرية هائلة من الكفاءات العالية في التعامل مع الأزمات بطرق مدروسة مخطط لها، وكما يعرف الجميع أن التخطيط مطلب أساسي مهم في عملية إدارة الأزمات حيث إن الأفعال ما هي إلا رد فعل وشتّان بين رد الفعل العشوائي ورد الفعل المُـخطط له، وهذا التخطيط المدروس جعلنا أصلب عوداً وأكثر تفاعلاً مع كل الأزمات.

كم من أزمة شديدة تجاوزتها المملكة بنجاح وبأقل خسارة. فليست أول أزمة اقتصادية واجهتها المملكة وتواجهها، دول العالم كله تمر بأزمات اقتصادية حتى الدول الكبرى، إلا أن مملكتنا -بعون الله- دائماً تتجاوزها وستتجاوزها اليوم بقدرة الله ثم بقدرتها في فن إدارة الأزمات وبتحقيق الرؤية التي تهدف لتنويع مصادر الدخل وأيضاً بشد الحزام، والمعروف عن شعبنا الوفي التفافه حول قيادته كعادته في الملمات وفي كل الظروف رخاء وشدة، فالوعي المجتمعي لهذا الشعب والالتزام في وقت الأزمات كثيراً ما مثل طوق نجاة، فلا خوف إذاً من المفاجآت السلبية لتداعيات كورونا فهي بلطف الله سحابة صيف تمر وستمضي وبالتعاون المجتمعي ستزول.

تداعيات كورونا اقتصادياً التي أوضحها معالي وزير المالية بكل شفافية في حديثه عن الوضع المالي في المملكة في هذه الفترة ركز فيها على النفقات الإضافية حيث لن تتأثر بها الخدمات الأساسية للمواطن ولن تطال النفقات الضرورية بحيث تركز على النفقات الإضافية فقط. وستحافظ على وظائف المواطنين في القطاع الخاص، وستستمر في تقديم الخدمات الأساسية. دون توقف كما أوضح معاليه.

الجدير بالذكر دعم الدولة لمواجهة تداعيات كورونا للقطاع الصحي والقطاع الخاص والأفراد بأكثر من مليار الرقم يمثل نحو 18% من الميزانية العامة للدولة، في ظل انخفاض عائدات النفط إلى الثلث.

السعودية تحملت تبعات جائحة كورونا بشكل كامل، وحافظت وستحافظ كما تعودنا منها حمايتنا بكل الوسائل، فسمعاً وطاعة وحبا وولاء وانتماء ونحن نمر بهذه المرحلة الصعبة الأقسى من كل الأزمات التي مرت بها الدولة. فلا بأس نحن في مملكتنا القيادة والشعب لديهما قدرة عجيبة في الصمود في وجه كل التحديات والأزمات مهما بلغت شدتها وكبر حجمها بأقدام ثابتة وتحدٍ صارم حتى لو استمرت الجائحة حسب توقعات منظمة الصحة العالمية عامين.

ما زلت أقول وأكرر سحابة صيف تمر وستمضي -بفضل الله- وبتعاون الوعي المجتمعي ستزول. وما بعد الشدة إلا الفرج وما بعد العسر إلا اليسر ودوام الحال من المحال.

أنيسة الشريف مكي

جريدة اليوم – 9 مايو 2020


Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on email

أحدث​ المقالات

الشلل الرقمي وتأثيره عالمياً

أصبحت التكنولوجيا الرقمية وما يرتبط بها من وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية والمواقع الإلكترونية جزءاً هاماً من حياتنا اليومية ولا يمكن الاستغناء عنها، فجميعنا يتفقد

تفاصيل »

الذكاء الاصطناعي.. ثورة أم تهديد؟

يُعدُّ الذَّكاءُ الاصطناعيُّ، أداةً ثوريَّةً ستُحدِثُ تحوُّلًا هائلًا في كافَّةِ المجالاتِ، خاصَّةً الصناعةَ، فخلالِ السنواتِ القليلةِ المقبلةِ سيتغيَّرُ القطاعُ الصناعيُّ بشكلٍ جذريٍّ، وستحلُّ الربوتاتُ مكانَ

تفاصيل »