الشراكة في الرؤية المتقدمة لتوظيف الشباب

خفض البطالة للشباب، وتوسيع المشاركة النسوية كفيلان بإحداث التغير المجتمعي للأفضل في ظل الضوابط المجتمعية والمعايير العامة، وهذان العنصران اللذان ركزت عليهما الرؤية، وحدهما جديران بالترحيب والتشجيع، بما يضمن دفع المسيرة للأمام

إذا كان لنا كمجتمع أن ندفع معنوياً على الأقل باتجاه تفعيل تحقيق الرؤية السعودية 2030، كخارطة طريق متكاملة تستشرف آفاق المستقبل الواعد، بكل محاوره الاستراتيجية فإنه ينبغي علينا ألا نغفل الثمرة الاجتماعية التي ستعود علينا نحن المواطنين، فتؤسس لأجيالنا المخرجات الواعدة، التي تضمن حل العديد من إشكاليات ومشكلات نعاني منها بشكل مباشر.

ولأنه كما يقول كثيرون من أن الاقتصاد هو عصب الحياة الحديثة، تكون القراءة المنطقية لاستراتيجيات الرؤية واعية تماماً للتحديات العالقة، والتي كثر الحديث عنها في السنوات الأخيرة، ألا وهي المتعلقة بالشباب بجنسيه الفتيات والشبان. وخاصة البطالة وفرص العمل في السوق المحلي.

كلنا نعرف أن البطالة قنبلة موقوتة سياسياً واقتصادياً ومجتمعياً، وأن نسبتها الراهنة تعلق المسؤولية، وأن الرؤية الاستراتيجية تعمل لخفضها، فإننا أمام متغير جديد يقلل من الشكوى العامة، ويوسع دائرة الاستقطاب من الشكوى العامة، ويوسع دائرة الاستقطاب الوظيفي في قطاع التوظيف خاصة في القطاع الخاص، الذي سيأخذ حيزاً أكبر وفق مجريات الخطة، وبالتالي يكون الرهان كبيراً على الفرص المستحدثة، والذي يكون هائلاً في دائرتي التعليم والتدريب المتخصص وهذا ما تفعله الجهات المعنية.

قد يرى البعض أن هذا الطموح، في خفض النسبة للنصف تقريباً، وفي هذه المدة الطويلة غير كاف، ولكني أعتقد أن مجرد هذا الطرح الصريح، وغير المتعجل يعني اعتماد التدرج المدروس أفضل من مجرد الوعد فقط، وهذا ربما يضمن التحقيق بسهولة، خاصة وأننا قد مررنا بمحاولات سابقة كانت نتائجها على غير الطموح.

الشيء المهم هو زيادة مشاركة النساء في سوق العمل إلى نسبة متقدمة ما يعني فتح الأبواب أمام المرأة السعودية للمشاركة الجدية بما يتماشى مع الأولويات السعودية للمشاركة الجدية، وبما يتماشى مع الأولويات المطروحة، خاصة وأن الوضع العام تغير كثيراً عما كان قبل 30 عاماً مثلاً، وباتت أغلبية المجتمع تؤمن بحق العمل للفتاة وترى أنه أصبح ضرورة قصوى، تواكب الحاجة الأسرية، وإيقاع العصر، وتحقق بالتالي مزيداً من الاستقرار للمرأة ذاتها.

خفض البطالة للشباب، وتوسيع المشاركة النسوية كفيلان بإحداث التغير المجتمعي للأفضل في ظل الضوابط المجتمعية والمعايير العامة، وهذان العنصران اللذان ركزت عليهما الرؤية، وحدهما جديران بالترحيب والتشجيع، بما يضمن دفع المسيرة للأمام.

المرأة والشباب، يستحقان بذل كل الجهود، ليكونا قوة دفع وليسا مصدر إحباط أو شكوى، وأعتقد أن هذا هو ما ركزت عليه الرؤية الاستراتيجية الشابة، التي تفهم وتعي مشاكل شرائح يمكن لها مع مشاركة بقية المجتمع، صنع التاريخ مجدداً. وهذا ما ننتظره بفارغ الصبر.

إن المشهد الحضاري الذي يراه المراقب للحراك في مسألة التوظيف المتزامن مع رؤية 2030م في المملكة يسعد بحرارة لأن هذا الحراك يمثل قفزة متقدمة في عملية التوظيف في هذا الوطن. فالمشهد في جميع أروقة العمل يسير بخطى متميزة وفق المعايير المطلوبة.

إن المواطن والذي يثمن جميع ما ذهبت إليه الرؤية التي يشارك هو في نجاحها سوف يسر بهذا التميز والتوظيف الذي هو محل تقدير كل مواطن ومواطنة.

محمد الوعيل – رئيس تحرير صحيفة اليوم سابقا

جريدة الرياض – 20 أبريل 2020


Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on email

أحدث​ المقالات

الشلل الرقمي وتأثيره عالمياً

أصبحت التكنولوجيا الرقمية وما يرتبط بها من وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية والمواقع الإلكترونية جزءاً هاماً من حياتنا اليومية ولا يمكن الاستغناء عنها، فجميعنا يتفقد

تفاصيل »

الذكاء الاصطناعي.. ثورة أم تهديد؟

يُعدُّ الذَّكاءُ الاصطناعيُّ، أداةً ثوريَّةً ستُحدِثُ تحوُّلًا هائلًا في كافَّةِ المجالاتِ، خاصَّةً الصناعةَ، فخلالِ السنواتِ القليلةِ المقبلةِ سيتغيَّرُ القطاعُ الصناعيُّ بشكلٍ جذريٍّ، وستحلُّ الربوتاتُ مكانَ

تفاصيل »