ملخص الدراسة:
تبنّت بعض الجهات في السنوات الأخيرة تصنيف الجامعات دوليا و إقليميا و حتى وطنيا ، الأمر الذي أثّر بشكل كبير في تعزيز التنافسية بين مؤسسات التعليم الجامعي و كذلك في صنع السياسات و القرارات التعليمية على المستويات كافة .
و قد سارعت مؤسسات التعليم الجامعي في مختلف دول العالم لتحقيق المؤشرات التي تبنتها هذه التصنيفات ، أملا منها في تبوأ مراتب متقدمة بتلك التصنيفات ، و بالرغم من أهمية التصنيف الدولي للجامعات إلا أن هذه التصنيفات قد لا تعكس مستوى أغلب الجامعات العربية وموقعها الحقيقي في جميع المجالات .
فلا شك أن التصنيفات العالمية تعطي فرصة أكبر للجامعات الناطقة باللغة الانكليزية دون غيرها ، كما أن مؤشرات تقييم الجامعات والمنهجيات التي تستخدمها تلك التصنيفات ليست مناسبة دائما لكل الثقافات والمجتمعات ، كما أنها لا تتمتع بشفافية آليات التقييم ، و لذلك دائما ما تخرج أغلب الجامعات العربية من قوائم التصنيفات العالمية باستثناء عدد محدود من الجامعات العربية .
و حتى مع إصدار بعض التصنيفات العالمية تصنيف سنوي خاص بالجامعات العربية وفقا لمؤشرات افترضتها هذه التصنيفات و أقرتها كمؤشرات تميز للجامعات العربية ، كان هذا دون الرجوع للجامعات العربية في اختيار هذه المؤشرات ، و دون وجود شفافية لآلية اختيار هذه المؤشرات و استبعاد غيرها .
لذلك تبنت هذه الدراسة من خلال التحليل البيئي للجامعات العربية و من خلال تحليل مؤشرات التصنيفات العالمية مقياساً لتميز الجامعات العربية يتناسب مع السياق الثقافي والتعليمي للجامعات العربية، ويتلافى أوجه القصور والضعف في التصنيفات العالمية للجامعات ، مما يسهم في تحسين الأداء الإداري بالجامعات العربية كافة ، و تطوير سياساتها وبرامجها التعليمية والبحثية ، و من ثمّ تهيئة التعليم الجامعي العربي للمنافسة محلياً و إقليمياً و عالمياً .
حسام إبراهيم الدسوقي مراد
جامعة دمياط – 2018