كورونا والضبط الإداري

الضبط الإداري هو نظام وقائي تتولى فيه الدوله حماية المجتمع من كل ما يمكن أن يخل بأمنه وسلامته وصحة أفراده وسكينتهم ، وينتج عنه تعليق بعض الحريات والحقوق للاشخاص بهدف حماية النظام العام في الدولة ، وهو يعتبر من اقوى وأوضح مظاهر السياده والسلطه للدوله ومدي قوتها وتماسكها

وهناك نوعان من الضبط الإداري ، ضبط إداري خاص يتم تطبيقه على موقع أو منشئه معينه كالملاعب أو الجامعات أو المؤسسات ، وضبط إداري عام يتم تطبيقه على كافة ارجاء الدوله عند حدوث حاله تتطلب التصدي لها لسلامة المجتمع

للضبط الإداري صور متعدده حسب الحاله التي يتطلب تطبيقه فيها مثل :
ضبط إداري امني : إجراءات يتم اتخاذها للسيطره على الحالة الأمنية ، وضمان
عدم انفلات الأمن في موقع ما
ضبط امني صحي : إجراءات يتم اتخاذها للتصدي لوباء معين لمنع انتشاره
ضبط امني اقتصادي : إجراءات يتم تطبيقها للمحافظه على اقتصاد الدوله
ضبط أمني اجتماعي : قوانين وانظمه تتخذ للحفاظ على الوحدة الوطنية للدولة
وهناك صور أخرى للضبط الإداري حسب الحاله والموقف ، واحيانا يتم تطبيق الضبط الإداري لأكثر من صوره في وقت واحد ، ويتوقف شدة الإجراءات وخفتها حسب الحاله وخطورتها ، وليس بالضروره من تطبيقه ان يكون هناك وضع معين داخل الدوله بل ربما هناك اوضاع اقليميه ولدول مجاوره تفرض على الدوله اتخاذ خطوات لمنع تأثيره على الوضع الداخلى ، وتتوقف المده الزمنيه للخطوات التى تم تطبيقها على تطور الحاله ومدى خطورتها

الضبط الإداري شرعا : قال تعالى (ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكه)
وقال رسول الله صل الله عليه وسلم (اذا سمعتم به “يعني الطاعون ” بأرض فلا تقدموا عليه ، وإذا وقع بأرض وأنتم بهآ فلا تخرجوا فرارا منه ) فشرعنا الحنيف يحث على الحفاظ على سلامة العباد والبلاد

يتميز الضبط الإداري بالطابع الوقائي فالقرارات المتخذة في الضبط الإداري لها الصفة الوقائية، أي أنها تهدف إلى منع وقوع الحدث أو اتساع رقعته الجغرافيه باتخاذ الإجراءات الضرورية مسبقا أي قبل تطور الحاله . فهي إذن تهدف إلى تجنب وقوع الفوضى و تفاقمها و استمرارها، بحيث أن تامين النظام يعني تجنب الفوضى بين المواطنين ، وتوضح لهم الأعمال و التصرفات التي يمنع عليهم القيام بها، فالضبط الإداري أسلوب وقائي للحفاظ على النظام العام

وفي وضعنا الحالى وما يشهده العالم من انتشار لفيروس كورونا والذى ظهر في الصين ثم إنتقل إلى منطقة الشرق الأوسط وبالتحديد في إيران وبدا يهدد دوله تطلب الأمر تطبيق الضبط الإداري لمنع والحد من انتشاره وتمثلث بعض الإجراءات على مستوى الدولة ، بتعليق الدراسه ، منع التجمعات في الملاعب ، إيقاف العمره من الداخل والخارج ، إيقاف المؤتمرات والمعارض ، قفل المنافذ البريه مع بعض الدول المجاوره ، وقف رحلات الطيران مع الدول التي انتشر فيه الفيروس بشكل كبير ، الحجر الصحي للمصابين أو المشتبه بإصابتهم ، وغير ذلك من الأساليب التى تصب كلها بإذن الله تعالى في مصلحة الوطن والمواطن ، ويتوجب على الجميع التعاون مع الجهات ذات العلاقة لإنجاح الإجراءات التي تم اتخاذها للحفاظ على السلامه العامه للوطن.

الدكتور صالح الحربي – كاتب

صحيفة صداكم الإلكترونية – 21 مارس 2020

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on email

أحدث​ المقالات

الشلل الرقمي وتأثيره عالمياً

أصبحت التكنولوجيا الرقمية وما يرتبط بها من وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية والمواقع الإلكترونية جزءاً هاماً من حياتنا اليومية ولا يمكن الاستغناء عنها، فجميعنا يتفقد

تفاصيل »

الذكاء الاصطناعي.. ثورة أم تهديد؟

يُعدُّ الذَّكاءُ الاصطناعيُّ، أداةً ثوريَّةً ستُحدِثُ تحوُّلًا هائلًا في كافَّةِ المجالاتِ، خاصَّةً الصناعةَ، فخلالِ السنواتِ القليلةِ المقبلةِ سيتغيَّرُ القطاعُ الصناعيُّ بشكلٍ جذريٍّ، وستحلُّ الربوتاتُ مكانَ

تفاصيل »