ملخص الدراسة:
تهدف إدارة التنوع الثقافي إلى تحسين التفاعل بين الأفراد من ثقافات مختلفة للحد من التأثير السلبي لهذه الاختلافات للسير الجيد للمؤسسة والاستفادة من الموارد المحتملة التي تنطوي عليها كل ثقافة، إضافة إلى ذلك هو حقل معرفي جديد نسبيا يهدف إلى توضيح أهمية الاختلافات الثقافية بالنسبة للمديرين، واقتراح مقاربات مختلفة لاعتمادها في تنفيذ الممارسات الإدارية الملائمة في المجال البين ثقافي.
تظهر الأهمية التي يكتسيها هذا الموضوع من خلال البحث عن التوافق بين ثقافة المؤسسات الجزائرية وبين إستراتيجية النمو الخارجي أو النمو المشترك التي تتبناهما، ولا يتحقق هذا التوافق إلاّ بالبحث عن طبيعة الاختلافات الثقافية الموجودة بين المؤسستين المتحالفتين أو المندمجتين للتعرف على كيفية التعامل مع هذه الاختلافات، فيكون لها انعكاس إيجابي على المؤسسة، أما عدم الدراية الجيدة بالتعامل مع الاختلافات الثقافية فسيكون لها تأثير سلبي يقود إلى حدوث تصادم ثقافي وهنا تبحث المؤسسة عن كيفية تجنب هذا التصادم بالبحث عن الأساليب والطرق التي تساعدها على ذلك وتجعل التوافق محققا، فالكفاءات والتكوين البين ثقافي أسلوبين مهمين في تحقيق ذلك، كذلك البحث عن السلوكيات التي تساعدها على التخفيض من الاختلافات الثقافية والسلوكيات التي توجهها إلى تدعيم التعاون والمحافظة عليه.
وقد وقع اختياري لهذا الموضوع نظرا لأن موضوع ثقافة المؤسسة يعد من الموضوعات الجديدة نسبياً في الفكر الإداري والاستراتيجي، ومما يزيد من تعقيد الخوض في هذا الموضوع هو اختلافها بين مؤسسة وأخرى وتبرز اختلافات كثيرة أخرى عندما نتحدث عن مؤسستين متحالفتين أو مندمجتين. فكثيرا ما تعتبر الاختلافات الثقافية كعائق أمام نجاح هذا التعاون، وتظهر الكثير من المشاكل البين ثقافية خصوصا في الاندماج- الاستحواذ، هذه المشاكل لها انعكاساتها على العمل والأفراد والمسؤولين داخل المؤسسة.
د. عقيلة عيسى بوجمعة صدوقي
جامعة الجزائر – 2016