ما الإنجاز المتميز؟

توصف بعض الإنجازات بأوصاف قوية مثل الإبداع، الريادة، الابتكار.. إلخ. أحد المعايير التي يستند إليها مطلقو تلك الأوصاف هو معيار الحجم.

الاطلاع على تقارير بعض المنظمات يجد أنها تضع القيام بالمهام الأساسية للمنظمة في خانات الإنجازات. نعم هي إنجازات ولكن هل نستطيع أن نقول عنها مميزة؟ إذا أردت تعريف الإنجاز المتميز أتذكر على الفور تطبيق (أبشر) الذي حقق نقلة تطوير هائلة في تقديم الخدمات للجمهور.

الإنجاز المتميز هو حالة إبداع وأحداث نقلة نوعية وقرارات استراتيجية تنعكس على تحسين الأداء وتطوير الخدمات والمنتجات، أما المهام العادية مثل التنسيق والمتابعة وما شابهها فهي لا تندرج تحت خانة التميز، ولا حتى في خانة الإنجازات.

التميز هو الإبداع والإنجاز المتميز هو ما يحقق الإضافة الناتجة عن أداء فريد بقيادة فرد أو فريق عمل. التميز ليس الأداء العادي وإنما الأداء الأفضل الذي يحقق إنجازات مؤثرة على مستوى المنظمة والمجتمع. التميز هو قدرة المنظمة على التكيف للظروف المتغيرة. التميز هو التركيز على العنصر البشري والاهتمام بشؤون العاملين المهنية والإنسانية والاجتماعية. (شركة غوغل تعطي لموظفيها إجازة مدفوعة الثمن للقيام بأعمال في خدمة المجتمع).

التميز هو الريادة في تطوير الأداء والخدمات والمنتجات، وبناء علاقة إيجابية مع العملاء وتقديم خدمات تتجاوز توقعاتهم.

الملاحظ في السنوات الأخيرة تعدد جوائز الأداء المتميز، وهذا يمثل أحد الحوافز التي تتيح المجال لتنافس بناء يخدم الفرد والمنظمة كما يخدم المجتمع.

من المهم في موضوع جوائز التميز أن تكون معايير التقييم متميزة سواء في تقييم أداء المنظمات الحكومية وغير الحكومية أو في تقييم أداء الأفراد.

ومن المعايير المهمة معيار الإبداع. والإبداع بكل بساطة هو الطريق إلى التميز من خلال تطوير أفكار وممارسات قديمة أو التوصل إلى أفكار وممارسات جديدة تحقق الإضافة. ما صفات المبدعين التي تقود إلى التميز؟ من هذه الصفات كما يرى فان هورن وبراسكي مؤلف كتاب (الإدارة والقيادة والتميز) ما يلي:

البحث عن الطرق والحلول البديلة.. التصميم والإرادة القوية.. الأهداف الواضحة.. تجاهل التعليقات السلبية.. عدم الخوف من الفشل.. لا يحبون الروتين.. المبادرة.. الإيجابية والتفاؤل.

كيف نتعامل في بيئة العمل مع من يمتلكون تلك الصفات؟ هذا هو السؤال المحوري الذي تتوقف عليه نوعية الإنجازات؟

يوسف القبلان – كاتب

جريدة الرياض – الاثنين 20 يناير 2020

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on email

أحدث​ المقالات

الشلل الرقمي وتأثيره عالمياً

أصبحت التكنولوجيا الرقمية وما يرتبط بها من وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية والمواقع الإلكترونية جزءاً هاماً من حياتنا اليومية ولا يمكن الاستغناء عنها، فجميعنا يتفقد

تفاصيل »

الذكاء الاصطناعي.. ثورة أم تهديد؟

يُعدُّ الذَّكاءُ الاصطناعيُّ، أداةً ثوريَّةً ستُحدِثُ تحوُّلًا هائلًا في كافَّةِ المجالاتِ، خاصَّةً الصناعةَ، فخلالِ السنواتِ القليلةِ المقبلةِ سيتغيَّرُ القطاعُ الصناعيُّ بشكلٍ جذريٍّ، وستحلُّ الربوتاتُ مكانَ

تفاصيل »