الثورة الصناعية الثالثة

وصفت مجلة «ذي أيكونمكس» المتخصصة في التقنية والاقتصاد في ثلاثة أعداد مختلفة لها الطباعة ثلاثية الأبعاد بالثورة الصناعية الثالثة. كما ذكرت شركة مكنزي الاستشارية، في تقرير لها، اثنتى عشرة تقنية متوقعا أن تحدث تغييرا في المسار الاقتصادي العالمي، وذكرت من بينها تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد بقيمة تقديرية بـ 0.2 – 0.6 ترليون دولار خلال العام 2025، كما توقعت أن مستخدمي هذه التقنية من الممكن أن توفر بين 35-60% من قيمة السلع إذا ما استخدموا الطباعة ثلاثية الأبعاد.

من المتطلبات الأساسية للصناعة ضخ كميات كبيرة في السوق، مما يتيح ربحا عاليا بتكلفة أقل على المشتري وتقليل المخلفات الناتجة من عملية التصنيع وسرعة إدراج السلع في السوق. الطباعة ثلاثية الأبعاد تتيح جميع هذه المتطلبات.

في عالم الصناعة، قد يختفي مصطلح الطباعة ثلاثية الأبعاد، ويظهر مصطلح «الصناعات الإضافية»، وهو مصطلح آخر لنفس التقنية ويفرق بينهما بعض المختصين، بأن مصطلح الطباعة الثلاثية الأبعاد يطلق على الصناعات البسيطة أو صناعة النماذج الأولية، بينما مصطلح الصناعات الإضافية يطلق على الصناعات المعقدة أو الصناعات ذات الإنتاج العالي.

مفهوم الطباعة ثلاثية الأبعاد يبدأ بفكرة منتج يتم تصميمه بأحد برامج الرسم الهندسي، ومن ثم تحول الرسمة الثلاثية الأبعاد إلى ملف متخصص يقسم الرسمة إلى شرائح، بالتالي تستطيع الطابعة بناء المنتج.

ذكرت قناة البي بي سي الإخبارية أن شركة إيرباس المتخصصة بصناعة الطائرات، توجهت لتصنيع ألف قطعة بتقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد؛ ليتسنى لها تسليم الطائرات في الوقت المحدد لها؛ مما يشير إلى أن تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد أسرع من الصناعات التقليدية. وكما ذكرت شركة جي أي للطيران أنها بحاجة إلى تصنيع 100 ألف قطعة بحلول 2020. وشركة رولز رويز لصناعة محركات الطائرات تستخدم هذه التقنية لبعض أجزاء محركها Trent XWB OGV.

رؤية المملكة 2030 والطباعة الثلاثية الأبعاد

تصدرت وزارة الإسكان المشهد بتبني تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، فأخذت على عاتقها أن تبني 1.5 مليون منزل بتقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد خلال 10 أعوام، مما يوفر في تكلفة البناء بنسبة تتراوح بين 50% إلى 70%، وتوفير تكلفة العمالة بنسبة تتراوح بين 50% إلى 80% وتقليل نسبة النفايات الناجمة عن عمليات الإنشاء بنسبة تصل إلى 60% وإنجاز خلال 25 ساعة فقط.

الهيئة الملكية بالجبيل لها تجربة جميلة في إنشاء «فاب لاب» بمركز المعرفة والإبداع، ويهدف هذا المركز لتقديم الدعم للمبدعين وأصحاب الأفكار الجديدة، وتقديم التدريب على تقنيات عدة من بينها الطباعة الثلاثية الأبعاد للمجتمع. أيضا مركز التنمية الصناعي، الذي يرعى رواد الأعمال ويحتضن العديد من المشاريع منها مشروع تجميع طابعات ثلاثية الأبعاد، وفي معهد الجبيل التقني أدخلت هذه التقنية حتى أصبح طلاب الرسم الهندسي بالمعهد من المحترفين.

عبدالله الحزيم – باحث في الصناعات الإضافية و المعادن

جريدة اليوم – السبت 18 يناير 2020

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on email

أحدث​ المقالات

الشلل الرقمي وتأثيره عالمياً

أصبحت التكنولوجيا الرقمية وما يرتبط بها من وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية والمواقع الإلكترونية جزءاً هاماً من حياتنا اليومية ولا يمكن الاستغناء عنها، فجميعنا يتفقد

تفاصيل »

الذكاء الاصطناعي.. ثورة أم تهديد؟

يُعدُّ الذَّكاءُ الاصطناعيُّ، أداةً ثوريَّةً ستُحدِثُ تحوُّلًا هائلًا في كافَّةِ المجالاتِ، خاصَّةً الصناعةَ، فخلالِ السنواتِ القليلةِ المقبلةِ سيتغيَّرُ القطاعُ الصناعيُّ بشكلٍ جذريٍّ، وستحلُّ الربوتاتُ مكانَ

تفاصيل »